عُرف حكّام هذه البلاد المباركة بالصلاح والإصلاح منذ عدّة قرون، بداية من المعاهدة التي تمّت بتوفيق من الله وعنايته ورعايته بين إمامين عظيمين من أئمة الإسلام هما: الإمام محمد بن سعود وشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب - رحمهما الله - والتي لا تزال هذه البلاد تقطف ثمارها اليانعة غضَّة طريّة كما لو كانت عُقدت للتّو، نعم لم تزل هذه البلاد - حرسها الله - إلى وقتنا الحاضر حاملة راية الإصلاح فيها ونبراساً لغيرها من البلدان الإسلامية، وأعمالها الخيِّرة شاهد صدق تنطق للعالم أجمع أنها بلد الإسلام والسلام، ولا شك أنّ هذا فضل من الله تعالى لما تتمتع به هذه البلاد من تحكيم لشرع الله بين الناس، وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر اللذين هما صمّاما الأمان لها ولأهلها، وإننا في هذا العهد الزاهر الميمون عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - نعيش عيشة هنيئة رغيدة، كما عاشها من هم قبلنا من سلفه من حكّام هذه البلاد الميامين - رحمهم الله - ولقد أثلج صدري وصدر كل مواطن صدور الأمر السامي الكريم بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز - حفظه الله - نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء، فمن حين إذاعة خبر تعيينه تتابعت الاتصالات الهاتفية بين الناس مهنئين ومباركين لبعضهم، وكذلك في لقاءات الناس بعضهم البعض، تجد السرور منطبعاً على تقاسيم وجوههم فرحين مهنئين بصدور هذا الأمر السامي الكريم، حتى إنّ بعضهم من شدة الفرح قبَّل رأس من أخبره هذا الخبر السار، كيف لا يفرحون وهم يعلمون من هو الأمير نايف بن عبد العزيز، إنه رجل الأمن الأول الحكيم الحازم الذي أمضى عقوداً من عمره وهو يعتلي قمة هرم وزارة الداخلية التي قادها بحكمة وتأنٍ وبُعد نظر، ولست في معرض الحديث عن أعمال سموه الكريم وإنجازاته والثناء عليه فيها وإلاّ فالأمر يطول ويطول، بل هي كلمة شكر وإعزاز وإكبار أزجيها لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين - أعاده الله لبلاده سليماً معافى يرفل بثوب الصحة والعافية - لصدور هذا الأمر السامي الكريم، وأبارك لصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز هذه الثقة الكريمة الغالية من لدن خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - ليهنأ أهل هذه البلاد بكم نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء، وليهنأوا أيضاً بولاة أمورهم وحكّامهم - حماهم الله وزادهم قوة ورفعة وثباتاً على الدين - والذين حملوا على عواتقهم نصرته فنصرهم الله وأيَّدهم، كما أبارك لكافة أفراد المجتمع السعودي.
وختاماً نسأل الله بمنِّه وكرمه وجوده أن يوفق ولاة أمورنا لما يحب ويرضى وأن يأخذ بنواصيهم للبر والتقوى، وأن يرزقهم البطانة الصالحة الناصحة التي تدلهم على الخير وتعينهم عليه، وأسأله سبحانه أن يعز بهم دينه ويعلي بهم كلمته، وأن يحفظهم بحفظه ويكلأهم برعايته، إنه جواد كريم سميع مجيب.
* خطيب جامع بلدة الداخلة في سدير
omar_22@maktoob.com