لو مسحت بعينيك خريطة العالم، وأحطت علماً بما يقع في زواياها من مآسٍ وحروب ومجاعات وخوف ورعب .. لسجدت لله شكراً على نعمة الأمن والأمان التي ينعم بها الشعب السعودي .. وهي نعمة لا يعرف قيمتها إلاّ من افتقدها وبات لا يأمن على نفسه وعرضه وماله. ولكي تتحقق هذه النعمة فإنّ وراءها مجهود جبار ومواصلة للعمل ليل نهار ..
فهي أمانة عظمى لا يتصدى لها ولا يقدر عليها إلاّ الرجل القوي الأمين؛ الحريص على أهله وشعبه ووطنه .. فلا هناء ولا سعادة ولا هدوء بال للإنسان إلاّ مع الشعور بالأمن، ولا تقدم أو ازدهار ورخاء واستقرار للدولة إذا انعدم منها هذا الأمن .. ومن يطالع وسائل الإعلام اليومية سيقف على حقيقة ما يجري على أرض الواقع .. وسيعلم أنّ المملكة مستهدفة من قِبل من يسوؤهم أن يروا البلاد تنعم بالخيرات والأمان .. فما من يوم يمر إلاّ ونقرأ في الصحف أو نسمع ونشاهد على شاشات التلفزيون عن سقوط شبكات تُهرِّب المخدرات أو جماعات متطرفة تستهدف الإضرار والمساس بأمن البلاد، أو القبض على مجرمين انتهكوا حقوق الغير في الحياة أو في العرض والمتاع، وهو ما يدل على أنّ قبضة الأمن قوية وعيون رجاله البواسل متيقظة ومتنمرة لكل من تسوّل له نفسه الإساءة أو الخروج عن الصف وشق عصا الجماعة.
وهذا كله والحمد لله ثمرة فكر وجهد وعرق صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز - حفظه الله - ومساعديه وجنوده المجاهدين الساهرين على ثغور الوطن وتخومه.
وكم أسعدني وأسعد كل مواطن سعودي في البلاد اختيار خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - لأخيه الأمير نايف ليتولى منصب النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، وهو اختيار موفق من ملك حكيم يرى ذلك تتويجاً لجهود رجل الأمن الكبيرة الذي أعطى عمره وضحى براحته في سبيل الحفاظ على أمن الوطن واستقراره.
فالأمير نايف عند كل مواطن يعرفه عن كثب يمتاز بالشمائل النبيلة والأخلاق العالية الرفيعة، ينطلق دائماً في أفعاله وأقواله من كتاب الله وسنّة نبيه صلى الله عليه وسلم، وهو دستور البلاد الذي تأخذ به منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز - رحمه الله -.
ولقد جسّد ذلك بعد تعيينه في قوله: (إنني أتطلّع بروح الواثق بالله والمتوكل عليه وبعزيمة المتفاني في خدمة دينه وإعلاء شأن وطنه وسعادة مواطنيه إلى أن أكون على الدوام عند حسن ظن الجميع وأن أسهم في تحقيق توجيهات وتطلّعات خادم الحرمين وولي عهده الأمين وأبناء هذا الوطن)..
كما أنّ مبادراته الإنسانية والوطنية لخدمة الدين والوطن والمواطنين، مبادرات مشهودة يعلمها القاصي والداني، وقد تعدّت الحدود لتحلّق في الفضاء الدولي .. ولعلّنا نذكر هنا على سبيل المثال لا الحصر، قيامه على خدمة حجاج بيت الله الحرام وحرصه على توفير كل السبل والخدمات التي تيسِّر لهم أداء مناسكهم وهم مطمئنين آمنين، ومتابعته الدؤوبة للفرق الأمنية في الشعائر المقدسة، وتوجيهاته السديدة لهم بحسن التعامل مع الحجيج والحفاظ على حياتهم وإرشادهم وتوعيتهم .. وهي مجهودات عظيمة أشاد بها ضيوف الرحمن وثمّنها علماء المسلمين في مختلف أصقاع الأرض.
كما نذكر جائزته لخدمة السنّة النبوية وتكريم القائمين على خدمتها، وكذلك إنسانيته مع أسر الشهداء وأطفالهم اليتامى معتبراً إيّاهم بمثابة أبنائه. فتكفّل بالنفقة عليهم ورعايتهم مؤمناً بأنّ هذا شيء هيِّن أمام ما بذله آباؤهم الذين ضحوا بأرواحهم فداء للدين والوطن.
نبارك لسمو الأمير نايف ثقة خادم الحرمين الشريفين، وندعو الله أن يوفقه لما فيه خير البلاد والعباد.
* مدير الحكير لاند