جدة - فهد المشهوري- تصوير - خليل حدادي
تراجع مؤشر البنك الأهلي ودان آند براد ستريت للتفاؤل بالأعمال في المملكة في الربع الثاني من 2009م مقارنة مع الربع الأول وسط استمرار الركود المالي العالمي، وتوقع 55% من وحدات الأعمال، من غير قطاع النفط والغاز، أن تتأثر أعمالها بالانهيار المالي العالمي، في حين أن 35% يتوقعون ممانعة أعمالهم لآثار الأزمة العالمية.
وأشار المسح إلى توقعات بمزيد من التراجع في أسعار السلع والخدمات في الربع الثاني، بدعم من انخفاض مستوى التضخم في المملكة الذي تراجع إلى 7.9% في شهر يناير مقارنة بما كان عليه 9% في شهر ديسمبر من عام 2008م.
ويأتي هذا التقرير الذي يصدره البنك بالتعاون مع شركة دان آند براد ستريت جنوب آسيا والشرق الأوسط المحدودة (DالجزيرةB) وسط سيناريو عالمي من التباطؤ الاقتصادي في معظم دول العالم المتقدمة.
وأوضح الدكتور سعيد الشيخ، كبير اقتصاديي البنك الأهلي أن نتائج المؤشر للربع الثاني تظهر بمجملها تراجع ثقة مجتمع الأعمال بالمناخ الاقتصادي في الشهور الثلاثة القادمة وهو مما يشير إلى تأثير الأزمة المالية العالمية على الاقتصاد السعودي. بيد أن هذا التأثير أقل بكثير مما تشهده الكثير من دول العالم من آثار هذه الأزمة على اقتصاداتها.
ورغم تدني معظم المؤشرات مقارنة بالربع الأول، إلا أن مؤشر التوظيف يبقى مطمئناً حيث يتوقع 63% من وحدات الأعمال أن لا يكون هناك تغير في خطط التوظيف، في حين أن 27% منهم يتوقعون زيادة في التوظيف. كما أن التوقعات بالنسبة لقطاع الإنشاءات لا تزال جيدة ونظراً لترابط هذا القطاع بالقطاعات الأخرى فإن له تأثيراً إيجابياً عليها.
من جانبه قال راجيش ميرشنداني، الرئيس التنفيذي لشركة دان أند برادستريت جنوب آسيا والشرق الأوسط المحدودة (DالجزيرةB): التفاؤل بالأعمال في المملكة قد انخفض بشكل واضح عن نتائج الربع الأول، وكشف المسح عن توقعات بتراجع الطلب من خلال تراجع مؤشر التفاؤل لحجم المبيعات للربع الثاني الذي انخفض من 38 نقطة في الربع الأول إلى 12 نقطة في الربع الثاني.
وقامت معظم وحدات الأعمال أيضا بتعديل قوائم جرد السلع لديها في ظل التباطؤ المتوقع في إيرادات المبيعات لهذه الفترة.
إلا أن بعض وحدات الأعمال ما زالوا متفائلين بنمو الاقتصاد السعودي بشكل كبير حيث أعرب 46% من المشاركين في المسح عن نواياهم تنفيذ خططهم للتوسع في أعمالهم التجارية في المملكة، وهذا فيه دلالة على الطبيعة المرنة والممانعة لمجتمع الأعمال في المملكة العربية السعودية رغم الانهيار المالي العالمي.
وفي ظل توقعات بضعف الطلب في الربع الثاني فقد انخفضت معها توقعات الربحية حيث قدّر المشاركون في الاستطلاع أن تتراجع ربحية وحدات الأعمال من غير قطاع النفط والغاز إلى 12 نقطة مقابل 36 نقطة في الربع الأول.
وقد أشار التقرير إلى تأثر خطط التوظيف لدى المؤسسات في جميع القطاعات بسبب أجواء عدم اليقين التي تحيط بالاقتصاد العالمي.
ويعتقد المشاركون في الاستطلاع أن 63% من وحدات الأعمال ستحافظ على تعدادها في القوى العاملة بينما 27% فقط ستعمل على زيادتها.
ومع تراجع أسعار النفط إلى أدنى مستوياته على مدى الأعوام القليلة الماضية، فإن التفاؤل بالأعمال في قطاع النفط والغاز لا يزال في حالة من التقلّب، فقد تراجع مؤشر التفاؤل بالأعمال للأرباح الصافية لهذا القطاع من 48 نقطة في الربع الأول إلى 23 نقطة في الربع الثاني واعتبرت 70% من وحدات الأعمال في هذا القطاع أن تأخير المشاريع سيكون عامل قلق كبير بالنسبة لهم في الربع الثاني.
يشار إلى أن مؤشر التفاؤل بالأعمال في المملكة هو أحدث إصدارات شركة دان آند براد ستريت في سلسلتها العالمية من مؤشرات التفاؤل بالأعمال، وقد تم إنجازه بالتعاون مع البنك الأهلي التجاري.
يتم إصدار المؤشر على أساس ربع سنوي ليكون أحد أكثر الطرق فعالية في رصد رؤية مجتمع الأعمال والتوجهات المستقبلية للاقتصاد السعودي وسيتم إطلاق الإصدار الثالث منه لهذا العام في شهر يوليو المقبل.