نايف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود سليل مجد، ووارث مكارم، ومنبع فضائل فرع من أصل كريم، وناشئ في دوحة الإيمان والعقيدة. في اسمه جمعٌ من الخصال يعز جمعها إلا لأفذاذ الرجال.
نون: نما في عرين بطولة، ألف: أفاض الله عليه جزل عطائه، ياء: يسير بحكمة ورزانة، فاء: في عمله بلغ الذرى.
تولى حفظه الله ورعاه المسؤولية وبدأ في العمل في إمارة منطقة الرياض ولم يبلغ العشرين من عمره ثم صار أميراً للرياض ثم وزيراً للداخلية، وكان النجاح - بتوفيق الله - حليفه في عمله فقد نجح نجاحاً باهراً. أحبه كل من خالطه وعامله، واكتسب موظفوه الجد من عزمه، والإخلاص من توجيهه، والنبل من مكارمه.
ولم يكن ذلك غريباً، فقد ولد في بيت عبدالعزيز وأوكل أسد الجزيرة تعليم الفتى نايف لخير المعلمين.. وبعد سنين عديدة يتذكر نايف أحد معلميه فيكتب كلمات من ذهب تفصح عن نبلٍ وأصالةٍ وتواضع.. فحينما توفي عبدالله بن عبدالغني خياط إمام المسجد الحرام في شعبان 1415هـ كان من أشد الناس حزناً عليه تلميذه الوفي نايف بن عبدالعزيز وانظر إلى بعض مما قاله الأمير نايف في الشيخ عبدالله رحمه الله: (هو فضيلة الشيخ الجليل عبدالله خياط لم يكن لي حظ أن أكون موجوداً في وطني عندما توفاه الله لأقوم بما هو واجب عليَّ بالمشاركة في الصلاة عليه والمشي في جنازته.
إن فضيلة الشيخ الجليل كان معلماً وأباً لي ولكثير من أبناء هذا الوطن فقد علّمني أمور ديني ودنياي وفي مقدمتها كتاب الله.. ورحم الله الملك عبدالعزيز حين اختاره معلماً لأبنائه، لقد أدركت أخيراً حسن الاختيار وأهدافه فقد كان فضيلته - رحمه الله - سلفياً عالماً صادقاً في كل حياته ونظيفاً كالثلج في قمم الجبال ولذلك كان إماماً لبيت الله، إنني سوف أفقد في هذا العيد - إن كتبت لي الحياة - لحظات سعيدة أعيش في سعادتها وقتاً طويلاً.. وكان الأمير نايف - كما وضح في كلمته - يزور الشيخ في كل عيد في بيته).
هذا هو نايف في شبابه ونشأته - فلا غرو أن نراه الآن وقد حمل راية الأمن، ونراه وقد غني بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم ونراه مدافعاً عن كل فضيلة حامياً لها، محارباً لكل رذيلة مبغضاً لها.. فوزارة الداخلية التي يقودها ويحمل همها الأمير نايف هي الوزارة التي أنيط بها حماية دماء وأموال وأعراض المواطنين والسهر على راحتهم في حلِّهم وترحالهم، وأجهزتها المتعددة تحتاج إلى عمل دؤوب ونشاط لا يعرف الكلل وقد نهض بكل ذلك الرجل الكفء والفارس المناسب ويعينه في ذلك رجلان متميزان يفيضان نشاطاً وهمةً وإخلاصاً هما الأمير أحمد بن عبدالعزيز والأمير محمد بن نايف وفقهم الله جميعاً وأعانهم وسدد خطاهم.
واضطلع نايف بعمل آخر كان من همه ومحل عنايته، فقد أنشأ جائزة فريدة في السنة النبوية باسمه تمنح سنوياً ولها أمانة عامة وبرنامج علمي ونشاط متعدد كبير.
ولم يكن الأمير نايف بعيداً عن معاناة المسلمين خارج المملكة فقد اختير ليكون رئيساً لعددٍ من اللجان لجمع التبرعات للمسلمين المحتاجين والمنكوبين في عددٍ من بلدان المسلمين في أفغانستان والعراق.. ولكن أهم تلك اللجان وأشهرها اللجنة التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين لإغاثة ودعم الشعب الفلسطيني.. وسموه حفظه الله يضطلع بهذه المهمة بشكل متواصل غير منقطع نظراً لطول معاناة الفلسطينيين وما يحيق بهم من ظلم وحروب وأزمات.
ويظل نايف بن عبدالعزيز درعاً للفضيلة وداعماً للحق والإصلاح وهو يعبر عن ذلك في كل مناسبة وكل زمان.. وما دعمه ومؤازرته لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلا واحدٌ من مكارمه وفضائله الكثيرة.
إنّ كلمات سموه وإجاباته عن أسئلة الصحفيين تدل على أصالة لم تغيرها صروف الزمان، وغيرة يتحلى بها أولو العزم من الرجال، وعلم واسع وفقه في دين الله.. ولذلك كله يقدر - حفظه الله - العلم وأهله ويكرم العلماء وقد أكرمه الله بأخلاقهم من طيب المعشر والشفافية والوضوح وبعد النظر والنظر العميق لعواقب الأمور.
هذه إشارات سريعة لبعض شيم نايف بن عبدالعزيز، ولذلك لم يكن مفاجئاً لي ولا لغيري أن يصدر القرار الحكيم من ولي الأمر ورُبَّان سفينة هذه البلاد خادم الحرمين الشريفين بتعيين الأمير نايف نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء، فهذا من وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، وهو أهلٌ للمسؤولية ولقد أحسن خادم الحرمين بهذا القرار. نسأل الله بأسمائه الحسنى أن يحفظ ولاة أمورنا وأن يمدهم بعونه وتوفيقه وتأييده وأن ينفع بهم البلاد وأن يحفظ لبلادنا أمنها وتطورها ورخاءها إنه جواد كريم وهو ولي التوفيق.
عضو الجمعية العلمية السعودية للغة العربية