لقد ذهب أفذاذ ممن يجب أن تتزين المجتمعات بعطائهم وتتمثل بأدائهم، لم ينشر لهم ذكر، ولم يحتفَ لهم بأثر، لقد توارت نبضاتهم زهداً منهم في الضجيج الذي تعج به السوق، وخفتت ومضاتهم في الأضواء التي تطلقها محطات صناعة الإعلام، بهذا السبب ماتت بذور، وذبلت زهور، وجهلت مواهب.
|
** كلمات من مقال للدكتور راشد المبارك يرثي به د. عبدالله الوهيبي المتوفى في 25-11-1425هـ وقد أورده الدكتور عبدالرحمن بن صالح الشبيلي في كتابه القيّم (أعلام بلا إعلام).
|
والكتاب يسعى إلى رد الجميل لشخصيات أثّرت وتركت بصماتها الراسخة في مسيرة الوطن، وهو وفاء محمود من الدكتور الشبيلي، وهدف نبيل سيظهر أثره في الأجيال التي تقرأ مثل هذه السير الذاتية لرموز الوطن الذين أعطوا وبذلوا ولم يبتذلوا أنفسهم على واجهات الأضواء بحثاً عن لقاء أو اعتلاء منبر أو سفر في وفد أو إقامة وليمة كبيرة تحت فلاشات الأضواء للمسؤولين للحصول على درجة وظيفية.
|
** إنهم رجال ونساء نذروا أنفسهم لتأهيل ذواتهم أولاً بالعلم والدراية والخبرة، والعصامية والجلد وبذل النفس لخدمة الناس، لكل الناس، وليس (أصل الديرة أو الجماعة أو أبناء العمومة فقط)!
|
** إن الرابط الوحيد أو (الثيمة) التي تبدو واضحة بين شخصيات الكتاب الناجحة هي الزهد بالسطحي والضوء الفارغ، والتهافت على المناسبات والتزاحم على كراسي المنصات.. اختاروا واخترن العمل والعطاء والصبر والإخلاص والنزاهة والإرادة هي أخلاقيات جامعة أظهرت نوراً واضحاً وقاطعاً يجمع بين النخبة المنتقاة من شخصيات الكتاب من نساء ورجال!
|
** لقد أهديت الكتاب لابني الأكبر.. وقلت له وأنت الآن في الخامسة عشرة من عمرك.. عليك أن تقرأ سيرة إنسان الوطن المعطاء، الذي يجعل من النجاح خياره الوحيد.
|
** أظن أن على وزارة التربية والتعليم أن تترك في مكتباتها مساحة لمثل هذا الكتاب القيّم، وألا تكون المكتبة للتاريخ القديم فقط.. ففي كل زمان أهله الصالحون ونجومه الذين يستحقون الاقتداء بهم وجعلهم في منصات العقل والقلب طالما أنهم زهدوا في حياتهم بمنصات الأضواء، واختاروا العطاء والعمل بصمت!
|
** شكراً للدكتور عبدالرحمن الشبيلي؛ فقد وجدت في شخصيات كتابه ملاذاً جميلاً للفأل والقدرة على رؤية زوايا مبهجة وقيمة في الحياة بعد أن ظننا أن الزبد هو المتاح الوحيد!!
|
ملأى السنابل تنحني بتواضع |
والفارغات رؤوسهن شوامخ |
|