أشاد وكيل وزارة الثقافة والإعلام في المملكة العربية السعودية الدكتور عبدالله الجاسر بالتقرير العربي الأول للتنمية الثقافية الذي صدر عن مؤسسة الفكر العربي العام الماضي، واقترح على كل الدارسين والباحثين وأهل الإعلام والثقافة الاستفادة من هذا التقرير كأحد المصادر الأساسية الحديثة التي يمكن الاعتماد عليها لكل راغب في إعداد ورقة عمل أو دراسة أو بحث في حقول الإعلام على المستوى العربي.
ونوه بأن التقرير يتضمن ملفات أحدها عن الإعلام العربي الذي عني برصد وتحليل معدلات النمو الكمي والكيفي في خريطة الإعلام العربي فيما يتصل بالإعلام المقروء أو الإعلام الفضائي أو على مستوى وسائط الإعلام الحديثة (الإعلام الإلكتروني وشبكة الإنترنت).
وأوضح أن ملف الإعلام العربي قد أبرز حالة النمو في وسائل الإعلام العربية، ومعدلات انتشارها وتوزيعها وفقا لنوعية المضامين التي تقدمها وخصائص الجمهور الذي تخاطبه، إضافة إلى أبعاد ومسارات أخرى متنوعة ترتبط بالممارسة الإعلامية داخل الوطن العربي.
وقال وكيل وزارة الثقافة والإعلام الدكتور عبدالله الجاسر أن التقرير تحدث عن معدلات النمو في الصحف العربية بشيء من التحليل والتفصيل، وكذلك معدلات النمو في الصحف العربية المتخصصة، كما تناول التقرير الإعلام الفضائي ومعدلات النمو في القنوات الفضائية العربية، ضمن الخريطة الفضائية الكونية، وقوانين نمو التلفزيون في العالم العربي، وإدارة وملكية أجهزة التلفزيون داخل الدول العربية، وأوضح التقرير معدلات النمو في القنوات الفضائية العربية المتخصصة بشيء من الاحصائيات والتحليل، كما احتوى التقرير على معدلات نمو وسائل الإعلام الإلكترونية في الوطن العربي، وحجم الوجود الإعلامي العربي على شبكة (الإنترنت)، ومعدلات ونمو متطلبات البنية الأساسية لوسائط الاتصال الشبكي مع مقارنة بين وسائط الإعلام التقليدية والحديثة.
وفي استبيان احترافي عالي التأهيل احتوى التقرير توزيع المواقع الإعلامية العربية الأكثر استخداما على شبكة (الإنترنت)، كما تناول التقرير في ملفه الثالث حركة التأليف والنشر في الوطن العربي، وطالب بسياسة ثقافية شاملة ترسخ عادة القراءة والتعلق بالكتاب وتنمية الوعي المعرفي، وتكوين التربية الملائمة في مسار التنمية البشرية المستمدة من التنمية الثقافية، وأوضح التقرير احصائيات عن نسبة الأمية، ونسبة التنمية البشرية، وعدد الكتب المنشورة في الوطن العربي، كما احتوى على إحصائية أجريت في عام 1428هـ عن الكتب المنشورة في المملكة العربية السعودية من خلال تصنيف المجالات التخصصية في كل علم من العلوم الإنسانية، واحتوى التقرير في هذا المسار احصائيات لكل الدول العربية تقريباً، وتحدث التقرير أن ما كتبه العرب في العلوم التطبيقية والنظرية قد قارب 12% من مجموع المؤلفات، بينما ما كتبوه في الأدب والديانات 48% من مجموع المؤلفات، وناقش التقرير معايير الرقابة في الوطن العربي والتي تتركز في مجملها على المساس بالدين الإسلامي الحنيف أو المشاعر الدينية، وإثارة النعرات الطائفية أو العرقية، والدعاية للعنصرية بأشكالها، أو استخدام الموضوعات الجنسية أو توظيف الجنس في العمل الأدبي أو الفني، ووضوح الرداءة الفنية أو اللغوية في المصنفات الأدبية أو الفنية، كما تطرق التقرير إلى هموم المؤلف العربي، وإشكالية علاقته بالناشر وحماية حقوق المؤلف وحقوق الملكية الفكرية، ومناخ البحث والإبداع، وكذلك توزيع الكتاب في الوطن العربي، وقضايا شحن الكتاب وتكاليف إيصاله إلى القارئ العربي، وعن صناعة الثقافة العربية الصغيرة منها والمتوسطة والكبيرة، وأوضح التقرير أن صناعة الثقافة العربية لا تحظى باهتمام يذكر ولا تحتل مركزا في الاقتصاد الوطني العربي، والعائدات منها ليست كبيرة، ولا تشكل إلا نسبة ضعيفة قد لا تتجاوز نسبة 6% إلى 10% من قيمة المنتجات الثقافية العالمية.
وقال وكيل وزارة الثقافة والإعلام الدكتور عبدالله الجاسر إنه تفحص بكل اهتمام التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية الذي صدر عن مؤسسة الفكر العربي الأول العام الماضي، ضمن مجموعة من المصادر التي بحث عنها من أجل إعداد دراسة عن الإعلام الفضائي العربي، والتي ستقدمها المملكة العربية السعودية إلى مجلس وزراء الإعلام العرب في اجتماعهم القادم.
وقال وكيل وزارة الثقافة والإعلام الدكتور عبدالله الجاسر إنه يقف احتراما وتقديرا لمؤسسة الفكر العربي، ولسمو رئيسها على هذا التقرير الأول من نوعه والمتميز عن الإعلام العربي، وقال إن الباحثين والدارسين والأسرة الإعلامية العربية لا غنى لها عن هذا التقرير، وتمنى أن يوفق الله سبحانه وتعالى مؤسسة الفكر العربي وباحثيها ومتخصصيها وخبراءها في الاستمرار في إصدار هذا التقرير كل ما أمكن ذلك إن لم يكن كل عام.
