Al Jazirah NewsPaper Wednesday  08/04/2009 G Issue 13341
الاربعاء 12 ربيع الثاني 1430   العدد  13341
مراقبون إستراتيجيون: لماذا تتحالف إيران مع تنظيم القاعدة.. وماذا تريد بإزعاجها جيرانها؟
سقوط خلية من (11) إرهابياً خططت للاعتداء على رجال أمن والقيام بعمليات خطف واحتجاز رهائن

 

الجزيرة - سعود الشيباني

صرح مصدر مسئول بوزارة الداخلية أن المتابعة الأمنية للتطورات التي تشهدها المنطقة والتوجهات الضالة في استهداف الوطن من الخارج قد أسفرت عن الكشف عن خلية مكونة من أحد عشر شخصاً لديهم تواصل مع عناصر ضالة مقيمة في الخارج وقد شرعوا في التمهيد لتنفيذ مخططاتهم الإجرامية التي تشمل اعتداءات على رجال الأمن والقيام بعمليات خطف واحتجاز رهائن وتنفيذ عمليات سطو مسلح لتمويل أنشطتهم الإجرامية، حيث اتخذوا مخبأ لهم في إحدى المغارات الجبلية بالقرب من الحدود الجنوبية للمملكة العربية السعودية وقاموا بتخزين المواد التموينية والأسلحة وآلات التصوير ومعدات متنوعة.

وبفضل من الله تمكنت الأجهزة الأمنية من القبض على أعضاء هذه الخلية وعددهم أحد عشر، جميعهم سعوديون، وضبط ما بحوزتهم من أسلحة وذخائر متنوعة تم دفنها في مواقع متعددة ولا يزال التحقيق مستمراً مع أعضاء هذه الخلية. والله الهادي إلى سواء السبيل

وكشف المتحدث الرسمي بوزارة الداخلية اللواء منصور بن سلطان التركي في تصريح ل(الجزيرة) إن الأجهزة الأمنية أحبطت عملية إرهابية في غاية الخطورة، حيث شرعت خلية مكونة من (11) شخصاً كانوا على تواصل مع عناصر إرهابية مقيمة خارج الوطن في اعتداءات على رجال الأمن وشن عمليات خطيرة تتمثل في خطف واحتجاز رهائن وتنفيذ عمليات سطو مسلح لتمويل أنشطتهم الإجرامية.

وفي سؤال ل(الجزيرة) عن جنسية الخلية المقيمة خارج الوطن وتواصل هذه الخلية معهم أكد اللواء أن التحقيق ما زال جارياً للتأكد من هذه المعلومات والإعلان عنها بعد الانتهاء من التحقيق بعد اتخاذ الإجراءات عبر القنوات الرسمية مع أي دولة للتعاون، مطالباً بالتريث حتى تظهر نتائج التحقيقات مع عناصر الخلية، مشيراً إلى أن وزارة الداخلية قد مررت أسماء وهويات القائمة ال(85) مطلوباً لجميع الدول بالخارج للحد من نشاطهم والقبض عليهم.

وبيَّن المتحدث الرسمي أن عمليات القبض على الخلية لم تكن وليدة اللحظة، بل امتدت لفترات زمنية متفرقة، حيث تم القبض على شخص وتبعه باقي أفراد الخلية دون إعطاء فرصة للخلية للمقاومة مع رجال الأمن، مشيراً إلى أن هذا الإنجاز يسجل لرجال الأمن بعد أن نفذوا عمليات بحث وترصد وملاحقة جميع تحركات المشتبه فيهم بعد توفر معلومات، سواء من مواطنين أو مقيمين حيث قادت هذه المتابعة للإطاحة بالخلية قبل تنفيذ عملياتهم الإجرامية الخطيرة.

وقال اللواء التركي إن مهنية رجال الأمن لدينا أسهم في سرعة القبض على جميع الخلية دون انكشاف أمر من تم القبض عليه حتى اكتمال الخلية في أيدي رجال الأمن.

من جهة أخرى أعلن المطلوب العوفي الذي سلم نفسه -مؤخراً- إن دولة إيران متورطة في دعم وتوجه تنظيم القاعدة في دولة اليمن تحت مسمى المجاهدين، وكشف قائد تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية -سابقاً- المطلوب على القائمة الـ85 محمد العوفي خلال حديثه الذي أدلى به مؤخراً للتلفزيون السعودي القناة الأولى إن هناك دولتين يمارسان دعم وتوجيه هذا التنظيم.

وكشف مراقبون ل(الجزيرة) أن إحدى الدولتين التي أعلن عنها العوفي خلال اعترافاته بالقناة هي إيران حيث يمارس دعم تنظيم القاعدة باليمن لضرب مصالح نفطية وأمريكية ومنشآت أمنية ومن ثم العودة لليمن بحكم قرب الحدود مع السعودية ووعورة الطرق.

من جهة طالب عدد من المراقبين جهات التحقيق بالسعودية الإعلان عن أسماء الدول والأشخاص المتورطين بدعم وتوجه تنظيم القاعدة حتى لا يقع شبابنا ضحايا مصالح سياسية دون معرفة حقيقة هذه الدول التي تمارس زعزعة أمن الوطن واستغلال الدين ذريعة.

وتحدث لـ(الجزيرة) الدكتور علي بن هلهول الرويلي الخبير في الشئون الإستراتيجية فقال: إنه يتضح بما لا يقبل الشك ولا يحتاج إلى أدلة أكثر مما تم الحصول عليها تورط إيران في المشهد الحالي وقد لا نتفاجأ ولا نستغرب مما تقوم به هذه الدولة من إزعاج لجيرانها لأن ذلك يأتي في إطار إستراتيجيتها وهي اللعب بأوراق عربية والرامية إلى زعزعة الاستقرار والأمن في هذه الدول كما أن الغرابة ليست في الخطر الإيراني نفسه ولكن الغرابة تأتي في سياق الإجابة على هذين السؤالين؛ السؤال الأول: لماذا تتحالف إيران مع تنظيم القاعدة؟ والسؤال الثاني: ما الذي تريده إيران من خلال إزعاجها لجيرانها؟

وأن الإجابة على السؤال الأول هو أن إيران بنت لنفسها إستراتيجية جديدة تقوم على التحالف مع الحركات الإسلامية السنية وذلك لفشلها في تحقيق اختراق أمني إقليمي بواسطة الحركات الشيعية، خصوصاً أن هذه الحركات الشيعية العربية أدركت أهداف إيران القومية العنصرية.

وقد يكون السبب القوي الذي يدفعها للتحالف هو أعداء القاعدة المفتوح للولايات المتحدة الأمريكية وبهذا نستطيع أن نقول إنها تبحث عن مشروع انتحاري تفجيري على اعتبار أنه سلاح خطير يسهل عليها استخدامه من قبل من يغرر بهم ضد دولهم ويصعب إثبات الأدلة على علاقتها بهم بسبب عدم التماثل المذهبي معهم، إضافة إلى أنه لا يكلفها شيئاً أكثر من حزام ناسف وجثة عربية ممزقة.

أما الإجابة عن السؤال الثاني فالذي تريده إيران من خلال إزعاج جيرانها يأتي في سياق إستراتيجيتها الهيمنة الإقليمية وذلك بخلط الأوراق وبعثرتها لتغطية مشروعاتها في امتلاك أسلحة تدمير شامل وتطوير قدراتها النووية.

وما تم الإعلان عنه في دولة اليمن الشقيقة بسقوط أربعة جنود بعد مواجهة مع عناصر تنظيم القاعدة تسقط ورقة التوت عن إيران ودورها التخريبي في المنطقة في غياب إستراتيجية عربية مضادة تستطيع أن تلعب بأوراق إيرانية ضد طهران وتجعلها تنشغل بنفسها وهي أوراق كثر على من أراد اللعب بها.

وتحدث ل(الجزيرة) الدكتور فايز بن عبدالله الشهري رئيس تحرير مجلة البحوث الأمنية قائلاً: كشف محمد العوفي في تصريحاته للتلفزيون بما لا يدع مجالاً للشك أن قضية ارتباطات التنظيمات المسلحة بدوائر دولية واستخباراتية لم تعد محلاً للتكهنات، وأضاف الدكتور الشهري أن مصيبة هؤلاء الشباب أنهم استغلوا ضمن أدوات الفراغ وضحوا في سبيل الفتنة بأثمن ما يملك الإنسان وهو (دينه ووطنه) من المهم الآن إعلان النوايا والخطط وكشف كل من يحاولون الإضرار بوطننا ويجب أن تكون المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار.

مطالباً خلال حديثه لـ(الجزيرة) التأكيد على أن مشاركة المجتمع في مجريات الأحداث وفق سياسة الشفافية الإعلامية إستراتيجية أمر يقدره كل مراقب لوزارة الداخلية التي جعلت الملف الأمني بكل إشكالاته مفتوحاً للمجتمع للتفاعل كون الإنسان السعودي ووطنيته أساس مهم في مواجهة هذه التنظيمات وخططها التي انكشفت ارتباطاتها ونواياها التي لا تريد إلا إفساد حياة الناس وتعطيل مسيرة التنمية وإحداث الفوضى في ضلال شرعي واضح.

واختتم حديثه قائلاً: إن المرء لا يملك أمام هذه الأحداث إلا أن يقدم تحية خاصة لرجال الأمن وقيادات وزارة الداخلية على هذا النهج الإستراتيجي خصوصاً أن هذه التنظيمات كشفت أن الاستهداف والتآمر تتقاطع فيه مصالح الخصوم ليشمل مقدرات الوطن الاقتصادي وأمنه وسلامته.

من جانبه قال عميد كلية التدريب بجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية الدكتور على بن فايز إن عودة المطلوب محمد العوفي والملقب بقائد تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية سابقاً رقم 73 في قائمة الـ85 الذي سلم نفسه أخيراً فيها مؤشرات كثيرة منها إفلاس هذا الفكر وتهافته واعتذار والمؤشر الآخر جهات تنظيمات وجماعات إقليمية ودولية تسعى إلى توظيف هذه الفئة لخدمة مصالحها وأهدافها ومؤشرات آخر صلابة الجبهة الداخلية ويقظة الأجهزة الأمنية ووعي المواطن بالمملكة الذي أسهم في خروجهم خارج الوطن ويعود طالباً العفو وكذلك مؤشر على دور أسر من تورط أبناؤهم وما يمكن أن تقوم به في احتواء وإقناع أبنائهم بجادة الصواب، مؤكداً أن استهداف المملكة ليس بالجديد، فمنذ الستينيات يحاك للمملكة بهدف زعزعة الأمن ومحاولة ضرب المملكة داخلياً، مطالباً الدكتور فايز المؤسسات الدينية والتعليمية وذات الاختصاص بتوعية الشباب.

وحول كشف أسماء الدولتين اللتين وراء دعم تنظيم القاعدة باليمن قال الدكتور علي بن فايز إن هناك مصالح سياسية أحياناً يفضل عدم الإعلان عن أسماء الدول التي تدعم الإرهاب، حيث ربما العمل الدبلوماسي يكون أفضل من الإعلان عنه، حيث تضع الدولة المتضررة كالسعودية وقتاً مناسباً للإعلان عن التفاصيل كاملة وهناك رأي حول الوضع السياسي وأنه ليس من المصلحة الإعلان لاعتبارات وضع الشرق الأوسط في وقتنا الحاضر.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد