عاصفة الغبار الأخيرة التي جرفت معها الأنفاس، والرئات، كانت خطيرة إلى درجة أن زيادة عدد مراجعي أقسام الجهاز التنفسي وذوي الربو قد وضحت بجلاء أمام المستشفيات والمؤسسات الصحية. وكنا واثقين من قدرة الأجهزة في مختلف الميادين على استيعاب أي طارئ، والتعامل معه بكفاءة عالية، مع أنه لم يغب عن ذاكرتنا غرق شوارعنا بعد القليل من المطر!!
ومع أن دعاءنا الذي لا ينقطع هو في رجاء الله تعالى أن يغيثنا بالأمطار، إلا أن حكمته تعالى هي التي تقدر الأمور وتصرفها وله الحمد على كل حالٍ، وله منا أن نسأله الرضا والرحمة.
كنا ننتظر أن تبين الأرصاد الجوية -وربما فعلت- مدى قوة هذه العاصفة الغبارية، ما يعني أن تتحرك بقية أجهزة الدولة التي يعنيها الأمر، فتؤدي كل دورها بثقة ووعي ونجاح.
ما الذي اخر وزارة التربية والتعليم عن أن تبقي الأطفال من التلاميذ على الأقل في بيوتهم؟! وماذا يعني فتح باب الفوضى في المدارس للمغادرة دون أن يكون لهذه المدارس صلاحيات عند الظروف التي لا ينفع معها مركزية القرار؟! لأن وزارة التربية والتعليم تهمنا أو لأنها تقوم بالدور الأكبر والأخطر في صناعة المجتمع وتأهيله، كنت أتمنى أن تضرب هذه الوزارة مثلاً في ديناميكية القرار، الذي من الممكن أن يتخذ تحت باب (دفع الذرائع) وهو ما يعني التعبير عن الوعي، والدقة في التعبير عن اتخاذ القرار، وكلنا ثقة بأن الإدارة الجديدة ستضع مثل هذه الأمور في عين الاعتبار. لا يعني أنني أتيت على ذكر وزارة التربية، أنها دون غيرها قد وضح فيها بعض التقصير. لكنها الأقرب إلى القلب، والأشد قرباً من النفس، وهذا ما يوجب أن أتوجه إلى صاحب السمو الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد بالتهنئة على ما ناله من ثقة سامية وغالية، وإلى نوابه الكرام وأخص أخي نائب الوزير فيصل بن معمر بتهنئة، وبالدعاء لهم بالتوفيق وأداء الأمانة التي طالما أدوها على أحسن وجه. ومثل ذلك للأخت العزيزة نورة الفايز التي تحتاج إلى كل من يساعدها على أن تثبت أن المرأة السعودية قادرة على تبوؤ مثل هذا المنصب وأكثر.
أرجو مخلصة ألا تعود عواصف الغبار، وحالنا كما هو عليه، خصوصاً أن حالات الربو تزداد تفاقماً يوماً بعد يوم، وتتفاقم مشكلة جفاف وحساسية العيون والجيوب، بل أكثر من هذا تزداد الضغوط النفسية ليس بسبب انهيار السوق المالي فقط، ولكن بتزايد المخلفات القاتلة (لدلة 9) على مدار الساعة.. وتاليتها؟!!