الحفل الذي أقامته جماعة (تلاشي السينمائية) الأسبوع ما قبل الماضي بمناسبة تأسيس الجماعة وبحضور عدد كبير من المثقفين والإعلاميين, يعطي مؤشراً واضحاً على أن القرار الاجتماعي حول السينما بدأ يتشكَّل محلياً بصورة فعلية, فالتجمع جاء من شريحة اجتماعية ترى أهمية السينما وتنظر إليها على أنها واجهة حضارية للمملكة.

وعندما يقوم هذا التجمع بعيداً عن المظلات الحكومية الرسمية, فإن ذلك يحيل إلى (فشلهم) السابق مع هذه الجهات - على حسب تعبير أحدهم - لافتاً أنها لم تستطع أن تحميهم أو تعترف بهم أو تسندهم, لهذا أقاموا أمسيتهم بشكل شخصي وسط اعتراف الحضور ومساندتهم ودعمهم.

إن هذا الاعتراف الذي أعلنه الحضور يُعد (اعترافاً) اجتماعياً وثقافياً أقوى من اعتراف الجهات الحكومية المتخصصة في مجال الثقافة والفنون وأعمق تأثيراً, وأقدر على بث روح الحماس في نفوس شباب السينما.

هذه الجماعة من الشباب الذي وجدوا في السينما شيئاً يحققون به ذاتهم, وقناعة بأهمية ممارسة هذا الفعل الثقافي - الفني باعتباره حراكاً بشرياً لا يسقط حقهم في ممارسته يجعلهم أقدر على مواصلة التحدي وتحقيق الطموح, لقد قالوا كلمتهم عبر 7 أفلام قصيرة شاهدها الجميع, وسط تفاؤل بمستقبل مشرق.

إن التشكيلات السينمائية لا تقتصر على مجموعة تلاشي, إنما ثمة تشكيلات أخرى مارست الفعل السينمائي منذ سنوات قريبة مضت, مثل: مهرجان جدة السينمائي, ومسابقة الأفلام السعودية بالدمام, وجائزة مجلة سيدتي للإبداع السينمائي المخصصة للكفاءات النسائية الخليجية المشتغلات بالسينما, وعروض روتانا للسينما المحلية.

ويبقى على مجموعة (تلاشي) بوصفها جماعة (منتجة) أن تسير خطوة خطوة ولا تستعجل النتائج وأن تكون أقل اندفاعاً، وأن تتجنب حرق المراحل, فما زالت الطريق طويلة أمامهم.