أضحى النموذج السعودي في مكافحة الإرهاب، أنموذجا عالميا تقتدي به دول العالم، بما في ذلك الدول الغربية. ورصيدا جديدا يضاف إلى أجهزة الأمن السعودي، بما حققته من إنجازات كبيرة خلال حربها على الإرهاب، تمثل ذلك في الضربات الاستباقية الموجعة التي تعرضت لها تلك..
.....الجماعات، فأجهضت ما كانت تخطط له هذه الخلية من أعمال إرهابية، وأفشلت مخططاتها الإرهابية. وهو مصداق لحديث سمو وزير الداخلية السعودي الأمير نايف، حينما قال: (إن قوات الأمن باتت قادرة على الوصول إلى الخلايا الإرهابية النائمة قبل أن تستيقظ).
الإنجاز الأمني الذي أعلنت عنه وزارة الداخلية السعودية -قبل أيام- من خلال القبض على أحد عشر شخصا، لم يتورعوا في ارتكاب أسوأ الجرائم داخل المملكة، لتحقيق أهدافهم الإجرامية، يعتبر إنجازا كبيرا ورائعا تم وفق خطة محكمة، مكنت من إسقاط كافة عناصر هذه الخلية، التي كانت تنوي القيام بعمليات خطف رجال أمن واحتجازهم رهائن، وتنفيذ عمليات سطو مسلح على بنوك ومحلات تجارية، لتمويل أنشطتهم الإرهابية والإجرامية.
في ظني، أن تحول أعضاء هذه الخلية إلى الجبال بعد تطهيرهم من المدن، هو تكتيك جديد ينتهجه أفراد التنظيم الإرهابي في المملكة، لإعادة ترتيب أوراقه، وإنتاج حضوره مرة أخرى من جديد. وهو ما يؤكده -خبراء في التنظيمات الإرهابية-، بأن: أي ضمور في النشاطات العسكرية في الواقع، يصاحبه عادة نشاط كبير على مستوى التجنيد والاستقطاب، ومحاولة تمرير الأفكار المتطرفة للشباب المستهدف الأول في إستراتيجية الجماعات المتطرفة.
الأمر الآخر، فإن أصابع الاتهام تتجه إلى مجاميع إيرانية تكفيرية، تنشر الفكر المذهبي القائم على التطرف والتكفير، ومن ثم تغذيته وتمويله. ووقع اختيارهم لتحقيق أهدافهم على اليمن لأسباب عديدة، لعل من أهمها: أن الحدود الجبلية السعودية مع اليمن تمتد لعشرات الكيلومترات، تتجاوز الثمانين كيلومترا، من محافظة (الحرث) في الجنوب الشرقي من منطقة جازان، حتى وادي (ضمد) التابع لمحافظة الداير بني مالك في الشمال الشرقي من منطقة جازان. وهو ما يفسر أن الدعم اللوجستي لعناصر تلك الخلية، كان يأتي عن طريق تنظيم القاعدة الإرهابي وجماعة الحوثيين في اليمن، الذي أعد أكثر من مائتين وخمسين إرهابيا، للقيام بعمليات إجرامية وإرهابية، تستهدف أمن السعودية وشعبها، بعد أن تشبعوا بمفاهيم دينية مغلوطة، وأساسات شرعية خاطئة.
بقي أن أشير, إلى أن مواجهة الخلايا الإرهابية ومشتقاتها، والمستندة إلى مضامين فكرية، يجب ألا يواجه بمنهج ردود الأفعال. بل تكون المواجهة لتلك المضامين الفكرية المنحرفة بقراءة علمية واعية من أجل إبطالها، من خلال بناء فكر معتدل في مواجهة فكر التدمير الإرهابي، ومحاصرة مغذياته الفكرية بنشر العلم، وترسيخ قيم ديننا المتمثل في وسطيته وسماحته. وهو ما انتهجته السعودية باستخدامها الأمن الفكري سلاحا ضد الإرهاب.
drsasq@gmail.com