القاهرة - الجزيرة - علي فراج
واصلت نيابة أمن الدولة العليا أمس التحقيقات مع المتهمين في خلية حزب الله بمصر وسط توقعات المصادر بضم آخرين لقائمة الـ48 متهماً الذين شملهم قرار النائب العام المصري، وفيما كانت النيابة تستجوب الأعضاء المقبوض عليهم كانت قوات الأمن تحاصر نحو 15 آخرين فارين في صحراء سيناء يشتبه حسب المصادر الأمنية في تورطهم في القضية.
وأعلن مسؤول أمني الاثنين أن الأجهزة الأمنية المصرية تنفذ في منطقة جبلية في شبه جزيرة سيناء عملية بحث عن 13 رجلاً، هم 10 لبنانيين وثلاثة فلسطينيين، تشتبه بارتباطهم بشبكة حزب الله الشيعي اللبناني.
وقال المسؤول طالباً عدم الكشف عن هويته إن الأجهزة الأمنية اكتشفت تورط هؤلاء المطلوبين الثلاثة عشر من خلال التحقيقات الجارية مع 49 شخصاً كانت اعتقلتهم خلال الأشهر الفائتة بتهمة العمل لحساب حزب الله من أجل تنفيذ اعتداءات في سيناء.
وقالت المصادر إن أجهزة الأمن استعانت بقوات من جهاز مكافحة الإرهاب ومكافحة الشغب لتعزيزها في حملة المداهمات أضافت المصادر إن مجموعه من البدو ساعدوا المشتبه فيهم للدخول للأراضي المصرية عبر الحدود الشرقية مع إسرائيل وقطاع غزة.
وكان خمسة من عناصر الخلية قد اعترفوا بانضمامهم لحزب الله وأنهم متواجدون في مصر بهدف تقديم دعم لوجستي للقضية الفلسطينية كما اعترف سامي شهاب قائد الخلية بأنه كان مسؤول ملف (دول الطوق) داخل حزب الله وأنه موجود في مصر وكان يتنقل بينها وبين سورية ولبنان منذ أربعة أعوام وأن الأوامر التي كان مكلفاً بها لا تخرج عن تهريب الأسلحة لفصائل المقاومة الفلسطينية وتهريب شباب من الفلسطينيين الذين يقيمون بالشتات إلى داخل فلسطين، كما أنه كان يتفق مع مهربين من السودان لنقل الأسلحة من السودان والصومال مروراً بالأراضي المصرية تمهيداً لتهريبها لقطاع غزة.
وقد شهدت التحقيقات توجيه تهمة التخابر لصالح جهات أجنبية لبعض المقبوض عليهم بالإضافة إلى تهم دخول البلاد بطرق غير شرعية وحيازة أسلحة ومفرقعات بدون ترخيص والعمل على زعزعة واستقرار البلاد والتخطيط لتنفيذ عمليات عدائية ضد مصر إلى ذلك شنت الجماعة الإسلامية ثاني كبرى الحركات الإسلامية بمصر والتي ودعت العنف المسلح قبل نحو عشرة أعوام - هجوماً حاداً على حزب الله حيث اعتبر عصام دربالة القيادي البارز في الجماعة أن التبريرات التي قدمها حسن نصر الله لتورط عناصر منتسبة لتنظيم حزب الله في الخلية المكتشفة بمصر التي هي تبريرات ساذجة حيث، إن المتأمل في هذا التبرير يجد أن الاقتناع به لابد وأن يفترض صاحبه سذاجة المستمعين له فكيف يمكن لشخص واحد حوله عشرة من المعاونين إدخال السلاح والأفراد والدعم اللوجستي للمقاومة في غزة في ظل حدود مراقبة وخاضعة لرقابة إسرائيلية ومعابر مغلقة؟.
وأضاف دربالة أن الاستذكاء الإعلامي الذي مارسه نصر الله ليبرر هذا التحرك من خلال ربطه بقضية غزة ودعم المقاومة استغلالاً لروح التعاطف ينهار أمام سؤال بديهي لماذا لم يدعم تنظيم حزب الله المقاومة بغزة من خلال تسخين الحدود اللبنانية مع إسرائيل أبان الحرب على غزة فإذا كان الحزب يرى أن له حسابات تمنعه من الدخول في مواجهة مع إسرائيل في هذا التوقيت ويطالب الجميع بتفهمها والتماس الأعذار له, فلماذا لا يتفهم التنظيم الحسابات الخاصة المصرية في قضية فتح المعابر وتساءل دربالة ألا يعد النكوص عن دعم المقاومين بغزة من خلال تحريك الحدود اللبنانية الإسرائيلية جريمة في حق المقاومة.