بيروت - واس
بيّن رصد نتائج الأزمة المالية العالمية التي عصفت ولا تزال تداعياتها وانعكاساتها تتوالى على القطاعات الاقتصادية المختلفة أن قطاع تكنولوجيا المعلومات لا يزال خارج إطار الهبوط المدوي.
وأظهر استطلاع اقتصادي أُجري خلال الفترة الواقعة بين شهري يناير وفبراير من السنة الحالية ونشرته صحيفة (النهار) اللبنانية أن زهاء 46 في المئة من المديرين التنفيذيين العاملين في شركات التكنولوجيا العالمية يتوقّعون ارتفاع عائدات هذا القطاع خلال السنة الجارية رغم التباطؤ الاقتصادي العالمي الحالي. واستدرك الاستطلاع بأن الفترة المقبلة قد تشهد تأثيرا مباشرا على الموظفين في القطاع حيث إنّ مهندسي البرمجيات تصدّروا قائمة أكثر الفئات تأثراً بأزمة التوظيف بنسبة 47 في المئة فيما يأتي في المرتبة الثانية مسؤولو المبيعات الدولية بنسبة 38.5 في المئة ومن ثم موظفو المبيعات المحلية بنسبة 33 في المئة.
وكشف الاستطلاع عن انخفاض التوقعات بارتفاع عائدات قطاع تكنولوجيا المعلومات عن العام الماضي التي كانت سجّلت نسبة 88 في المئة وشملت أكثر من 335 من كبار المديرين التنفيذيين العاملين في هذا القطاع فيما يتوقّع 31 في المئة منهم ثبات الإيرادات في حين يتوقع 22 في المئة تراجعا في المبيعات خلال هذه السنة.
وأوضح أنّ واحداً من أصل أربعة من مديري التكنولوجيا يتوقّعون انخفاضا في عدد الموظفين في هذا القطاع مقارنة بنسبة 6 في المئة فقط خلال العام الماضي غير أنّ 28 في المئة من هؤلاء المديرين يتطلّعون إلى زيادة فرص العمل لديهم. وبيّن أن نسبة التوقعات بزيادة فرص التوظيف بلغت زهاء 68 في المئة خلال العام 2008م كما يتوقع قرابة النصف أو ما نسبته 46 في المئة من المشمولين بالاستطلاع عدم حدوث أي تغيير في عدد الموظفين خصوصاً أن نتائج الاستطلاع تشير إلى أنه رغم الانخفاض الكبير في معدلات الثقة لم يتأثر قطاع تكنولوجيا المعلومات بشكل كبير بانعكاسات الأزمة بعكس عدد من القطاعات الحيوية الأخرى.
واستدرك الاستطلاع موضحاً أن اللافت في هذه النتائج هو وجود 30 في المئة أو ممن شملهم الاستطلاع يرون أن تأثير الركود الاقتصادي حالياً سيكون أخف بكثير من الصعوبات التي واجهتها أسواق التكنولوجيا في أعقاب انهيار شركات الإنترنت بين عامي 2000 و2001م في حين يرى 34 في المئة من المديرين التنفيذيين أن الركود الاقتصادي الحالي يشكّل تحدياً كبيراً فيما يرى 13 في المئة منهم أن تبعات هذه الأزمة لا تختلف كثيراً عن تأثيرات انهيار شركات الإنترنت في بداية العقد الحالي.. كما أشار الاستطلاع إلى تراجع حجم الثقة بأسواق تكنولوجيا المعلومات مقارنة بالعام الماضي، حيث أكد 48 في المئة تراجع ثقتهم بإمكانات قطاع التكنولوجيا وقدراته خلال السنة الجارية في حين أظهر 4 في المئة فقط عدم ثقتهم بهذا القطاع خلال العام الماضي.. مظهرا أن 13 في المئة من المديرين تفاؤلاً فيما يتعلق بالأشهر الإثني عشر المقبلة مقارنة بنسبة 53 في المئة خلال العام الماضي في حين حافظ 39 في المئة منهم على مستويات الثقة ذاتها.