«الجزيرة» - حازم الشرقاوي
استبعد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار فتح باب السياحة الخارجية في الوقت الذي لم يتحقق فيه جزء من متطلبات المواطنين.
وأوضح الأمير سلطان الأحد خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده وأمين عام منظمة السياحة العالمية المكلف الدكتور طالب الرفاعي عقب افتتاح الدورة الثانية من ملتقى السفر والاستثمار السياحي بالرياض أن الهيئة تبحث مع هيئة الطيران المدني وشركات الطيران العاملة بالمملكة خطة النقل الجوي خلال صيف هذا العام مؤملا أن يستمتع المواطن في بلاده بالحصول على العروض السياحية المتميزة، وأن يصلوا إلى الوجهات السياحية بأقل عنوة وأقل تكلفة، والوقوف باستراحات طرق نظيفة ومرتبة، وأن لا يعانوا في الحصول على حجوزات في الطيران، وأن يستقبلوا بابتسامة وترحيب في مرافق الإيواء السياحي.
وحول تصنيف الفنادق والشكوى من ارتفاع أسعارها قال الأمير سلطان بن سلمان: (اليوم المواطن لا يشتكي من الأسعار بقدر ما يشتكي من أنه يدفع أموالاً نظير خدمات متواضعة، وهذا مشروعنا هذا العام وهو تصنيف الإيواء السياحي وإطلاقه من جديد بشكل كامل) مشدداً على الهدف من ذلك ليس التصنيف في حد ذاته بل المقصود هو حصول السائح على خدمة مناسبة نظير ما يدفعه، لافتا إلى منح منشآت الإيواء السياحي فرصة لتطوير منشآتهم لتتوافق مع التصنيف الجديد بالإضافة إلى إطلاق أنواع جديدة في الإيواء السياحي كالنزل الريفية والفنادق التراثية.
وأكد رئيس الهيئة العامة للسياحة بأن الهيئة تستفيد من تجارب الآخرين في مجال تنمية السياحة والحفاظ على التراث العمراني وان الهيئة تقتدي بالذين سبقوها مشيرا إلى أهالي رجال ألمع بمنطقة عسير وقال إنهم سبقوا الهيئة في مشروع القرى التراثية وحافظوا على مكنوزهم الثقافي ودفعوا من جيوبهم.
وأوضح بأن الهيئة ستعلن قريباً عن البرنامج الاستثماري المتكامل للقرى التراثية، ويتضمن ذلك مصادر التمويل وأحدها أقرها مجلس الوزراء قبل شهر ووقعت الهيئة في هذا الجانب مع بنك التسليف اتفاقية لتسليف أصحاب المنازل التراثية الراغبين في ترميم منازلهم. بالإضافة إلى اتفاقيات أخرى وبداية تمويل تأسيس شركات سياحية صغيرة.
وأشاد الأمير سلطان بتفاعل الشركاء مع مشروع القرى التراثية في مشروع الغاط قدم الشركاء ما يربو على 50 مليون ريال لصالح البلدة القديمة واعتماد وزير النقل ربط البلدة القديمة بالطريق السريع في مشروع تبلغ تكلفته 30 مليون ريال، بالإضافة إلى ما تم تخصيصه من وزارة الشؤون البلدية للعناية بالتراث العمراني لأول مرة في تاريخ المملكة، وقال إن الهيئة ستبدأ في تأسيس ثلاث جمعيات تعاونية بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية يدخل فيها ما يرد من تبرعات أو مبالغ توفرها الهيئة أو شركاؤها وتحت مظلة الجمعية التعاونية يساهم ملاك المنازل في القرى التراثية بمنازلهم وممتلكاتهم وتحت مظلتها أيضاً يتم إنشاء الشركة الاستثمارية وهي الذراع الاستثمارية للجمعية التعاونية.
وبين الأمير سلطان بن سلمان أن من الأمور التي رفعتها الهيئة للدولة برنامج إعادة تمويل الفنادق بالتعاون مع وزارة المالية وقال إن قطاع السياحة يحتاج إلى التحفيز فمشكلة قطاع السياحة أن السائح عندما يزور منطقة جميلة وفيها كل المقومات لكنها نائية، فإن ملاك الفنادق لن يقيموا في هذه المنطقة إلا بوجود التدفقات السياحية، والبشر لن يقصدوا منطقة تفتقر لمرافق الإيواء السياحي.
وبين أنه تم الاتفاق مع بعض الجهات منها وزارة المالية وهيئة الاستثمار ووزارة الاقتصاد ضمن أحد التقارير التي رفعت لمجلس الوزراء الموقر بمعاملة السياحة كصناعة اقتصادية بالمساواة مع باقي الصناعات الاقتصادية الأخرى كالصناعة والزراعة وغيره.
من جانبه نوه أمين عام منظمة السياحة العالمية المكلف الدكتور طالب الرفاعي بالخطط التطويرية التي تنتهجا الهيئة العامة للسياحة والآثار لتطوير السياحة وقال إن المملكة عضو مؤسس في منظمة السياحة العالمية وهي عضو مهم جداً تولى عضوية المجلس التنفيذي في أكثر من دورة، وان المنظمة معنية بقصة النجاح التي بدأت منذ عشر سنوات.
وأضاف بأنه لا يمكن القفز على السياحة الداخلية والولوج إلى أي نوع من السياحة الأخرى دون أن تستثمر الأرضية الكاملة للسياحة الداخلية، ولا يمكن أن تبدأ في نسج ثقافة سياحية حقيقية دون أن يكون المواطن هو جزء منها في الأساس.
