Al Jazirah NewsPaper Tuesday  14/04/2009 G Issue 13347
الثلاثاء 18 ربيع الثاني 1430   العدد  13347
يحملون البندقية بيد والكتاب بيد أخرى
د. عبدالرحمن بن سبيت السبيت

 

الحمد لله تعالى والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله عندما ترغب في أن تبحر في مسابقة الحرس الوطني لحفظ القرآن الكريم برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه اللهتعالى، فإن الخيال الفكري والنفسي يأخذك بقوة إلى ذلك التاريخ والتراث العظيم الذي ورثته هذه البلاد الطيبة التي شاء الله تعالى أن تحتضن بيته العتيق، وآخر رسالة سماوية وهي رسالة الإسلام، وآخر نبي للناس هو سيدنا محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم.

وتسترجع ذلك التراث عندما تقف تتمعن في خطبة الوداع حيث أنزل الله قوله الكريم {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسلام دِينًا} (3) سورة المائدة. وفي هذه الخطبة يقول سيد الخلق (تركت فيكم ما إن تمستكم به، لن تضلوا بعدي، كتاب الله وسنتي). ولهذا عندما نتأمل هذه المسيرة التاريخية نجد أنها أخذت تنتشر على قارات العالم من خلال هذين المحورين، وتشكل حضارة يؤكد التاريخ على أنها الحضارة الوحيدة العادلة على طول العصور.

ولهذا كان الملك عبدالعزيز رحمه الله موحد هذه البلاد وواضع أسس نهضتها وعمل بصدق وإخلاص على أن يكون القرآن الكريم دستور هذه البلاد. حكماً وتطبيقاً والتزاماً، وقد واصل أبناؤه الكرام من بعده. الملك سعود، والملك فيصل والملك خالد والملك فهد يرحمهم الله تعالى تلك المسيرة والخطى في استلهام مبادئ القرآن الكريم والعمل على طباعته ونشره وتوزيعه على المسلمين في جميع بلدان العالم.

ونحن اليوم نعيش هذه النهضة والنعم التي تترى على أبناء هذا الوطن برعاية وتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي يوجه باستمرار وفي كل مناسبة يخاطب المواطنين (بأن عزنا وتقدمنا وأمننا يتحقق ما دمنا نتمسك بكتاب الله الكريم ونحله المكان الأسمى في حياتنا، ولهذا تراه يحفظه الله تعالى يتابع باهتمام وتوجيه كريم من أجل رعاية وتشجيع كل هذه المسابقات الخيرة التي تنتشر في طول البلاد وعرضها في مملكتنا الغالية.

تأتي مسابقة الحرس الوطني لحفظ القرآن الكريم برعاية خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إحدى المبادرات المباركة لأبنائه منسوبي الحرس الوطني العسكريين لأنه حرص على تربية رجال الحرس الوطني ليحملوا البندقية بيد والكتاب بيد أخرى.

ولهذا وجه حفظه الله تعالى بتكفله بجميع نفقات هذه المسابقة الكريمة لتضيف عملاً كريماً ونافعاً لسجله الحافل بكثير من الإنجازات الخيرة والجهود العظيمة في ميادين البناء والعمران والنهضة والتقدم في بلادنا العزيزة ولتظل عموم أبناء الوطن بهذه النعم والخيرات، ولتكون أحد الشواهد على مواقفه الداعمة للأعمال الخيرية المباركة وإدراكاً وتقديراً منه حفظه الله تعالى لأهمية حفظ القرآن الكريم وتأثيره العظيم في النفوس واستجابة لقوله صلى الله عليه وسلم: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه).

لذلك فإننا في الحرس الوطني ونحن نعيش تلك التوجيهات والرعاية والدعم لنشر ثقافة حفظ القرآن الكريم بين أبناء المجتمع بصورة عامة وبين منسوبي الحرس الوطني العسكريين بصورة خاصة نستحضر شقيقتها المسابقة الكريمة (مسابقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لحفظ القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة للطلاب والطالبات) التي تشارك فيها كل من:

وزارة التربية والتعليم، وزارة الدفاع والطيران، وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، الحرس الوطني، الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم، والتي تم الاحتفال بها قبل أيام قلائل، حيث أقام المهرجان الوطني إلى تاريخه ست عشرة مسابقة في هذا الميدان المبارك.

لذلك فإننا نتوجه إلى البارئ عز وجل أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين ويطيل في عمره ليواصل قيادة المسيرة المباركة في هذه البلاد العزيزة، وأن يجزيه خير الجزاء على رعايته ودعمه المتواصل لمثل هذه المسابقة الكريمة ونظيراتها.

وفي رحاب هذه المسابقة نتوجه إلى الإخوة المشاركين في هذه المسابقة بحثهم ودعوتهم إلى مواصلة هذا الطريق، وأن يكونوا القدوة الصالحة لنظرائهم في تمثيل فهم القرآن الكريم والعمل بما يتطلبه، داعين لهم بدوام التوفيق والنجاح.

كما نتوجه إلى الإخوة القائمين على هذه المسابقة بالشكر والتقدير، داعياً الله تعالى لهم بالتوفيق والسداد وكل ما من شأنه مصلحة أبنائنا منسوبي الحرس الوطني.

والله الموفق.

وكيل الحرس الوطني



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد