كنت في الأسبوع الفائت في الكويت أتلوى من ألم القولون الذي قلما يسلم منه أحد من مواطني الخليج والجزيرة العربية على وجه التحديد، وألم القولون أبعده الله عنكم يجعل الرجل (الصنديد) يتلوى كالأفعوان الملدوغ!! فلا يسمح له أن يفكر أو يكتب أو يتكلم بل يسمح له أن (يتألم)! فقط، لربما بمقدور (المقولن) أن يقرأ لينسى الألم بعض الشيء ثم يعود إلى معاناته (السخيفة) التي يتداخل بها الوهم والقلق والوجع المتنقل في كل أنحاء الجسد، أقول وأنا في هذه الحالة زارني أحد الأصدقاء وهو يحمل لي رزمة من الجرائد اليومية (الكويتية والسعودية)، ولكن ما لفت نظري حقيقةً (خبران) متناقضان في جريدتين (متساميتين) أي اسمهما واحد. الأول هي جريدة الوطن السعودية والثانية هي زميلتها وشقيقتها جريدة الوطن الكويتية. أما الخبر الذي جاء في الوطن السعودية فقد شدني إليه وجه صديق رائع نبيل دائم الابتسامة بهي الملامح سمح الوجه دوماً ألا وهو الصديق (ثاني بطي) رئيس مجلس إدارة غرفة منطقة الحدود الشمالية، ووجه أبي عادل أدامه الله دوماً يبعث على التفاؤل ويطرد التشاؤم حتى لو كان سببه (القولون)، وينسيك الألم قليلاً، لذلك رحت أقرأ هذا الخبر المبهج كوجه من صرح به إذ يقول: إن الأخ ثاني قد دعا رجال الأعمال المصريين للاستثمار بالمنطقة الشمالية لأنها تضم (منجماً) هائلاً للفوسفات تقدر استثماراته بـ(10) مليارات ريال في منطقة (حزم الجلاميد) بالذات. وهذا مبعث غبطتي الخاصة ونسياني ألم القولون وذلك لأنني حينما أسرح بالذاكرة بعيداً فإن حزم الجلاميد على اسمه لم يكن ينتج إلا (الجلاميد) والجلاميد هي الصخور ومفردها جلمود كما قال عنها امرؤ القيس واصفاً حصانه بقوله: