من المعروف أن لكل إقليم فنا شعبيا يمتاز به ويختص به عن الأقاليم الأخرى من أقاليم الجزيرة العربية وذلك لترامي أقطارها واتساع رقعتها والذي كان سببا في تعدد الثقافات والآداب ورغم الاختلاف في أشكال هذه الفنون إلا أنه يوجد تقارب وتشابه بين عادات وتقاليد أبناء هذه الأقاليم وإن كان لكل أهل إقليم سمة خاصة يمتاز بها عن الأقاليم الأخرى ويعتز بها وهذا دليل على أصالة ونزاهة أبناء هذه الجزيرة التي أصلت في نفوسهم حبهم وتحمسهم لتراثهم والاعتناء به وظهور ذلك في مناسباتهم الرسمية سواء على مستوى المهرجانات الرسمية أو الاحتفالات الخاصة ومن هذه الأقاليم إقليم الحجاز الذي يتميز باحتوائه على عدد ليس بقليل من الفنون الشعبية ومنها ما غزا الأقاليم الأخرى كفن المحاورة الذي انتشر وأصبح مطلوباً ومحبوباً لدى أغلب شرائح المجتمع ولقد تناولنا بعض هذه الفنون في مقالات سابقة أمثال المحاورة والزومالة وها نحن نتكلم بشكل إجمالي عن الفنون الحجازية ونعد القارئ الكريم بأن ينفرد كل لون أو فن من هذه الفنون بتفصيل أكثر بالأعداد القادمة إن شاء الله وأذكر باختصار بعض الفنون الحجازية.
المحاورة: مواجهة بين شاعرين وتحاورهما حول موضوع معين في إطار محدد بالوزن والقافية مستخدماً أسلوب الفتل للشاعر الأول وأسلوب النقض للشاعر الثاني.
الزومالة: تعتبر من الفنون الحجازية الأصيلة وتسمى كذلك بالحدادية وهو فن شعري متعارف عليه عند قبائل الحجاز ودائماً تتميز الزومالة بلغز أو معنى أو إشارات لغوية يتطلب الرد عليها وجود أشخاص لهم خبرة ومعرفة بتفسير معاني الكلمات ومعرفة دلالاتها والزومالة عبارة عن قصيدة شعرية لا تتجاوز أربعة أبيات غالباً.
الخبيتي: مأخوذ من الخبت وهو الخلاء أو البر وهذا اللون من أجمل الفنون الحجازية وهو وجود في مناطق المدينة المنورة وينبع.
* المجالسي: هو ما يستخدم الآن في المحاورة ويسمى بالموال وإن كان لي تحفظ على هذا الاسم.