تمت دعوتنا إلى لقاء لمناقشة ما سُمي إعداد خطة إستراتيجية عالية الكفاءة لجامعة الملك سعود، التي من خلالها يتم الوصول إلى التميُّز والريادة والتركيز على الجامعة ذاتها عن طريق تخفيض المراكز التابعة لها تحت شعار: (حجم أقل.. تميُّز أكثر) وغير ذلك من الأهداف الإستراتيجية التي وصل عددها إلى ثمانية حسب الملخص الذي وزع على الحضور باللغة العربية.
لن أدخل في تفاصيل هذه الأهداف أو صحتها، أو الزمن الذي تمَّ اقتراحه لتنفيذها والذي يصل إلى عشرين سنة!! كما لن أتحدث عن معنى أن تضع مثل هذه الخطة شركة تجارية هي (شركة مكنزي) مستعينة بخبراء أجانب في ميدان التربية والتعليم، لا نعرفهم، ولم تُقدم لنا أسماؤهم، ولم يتم التعريف بهم وبمؤهلاتهم، وبنتاجاتهم التربوية الإدارية، كما لم يكن أيٌ منهم موجوداً لمناقشة هذه الأهداف، أو توضيح الرؤية التي تضمنتها الخطة، كما كنا نتوقع أن نسمع.. أو كما جرت العادة في مثل هذه اللقاءات التي يتم من خلالها إلقاء الضوء على مفردات الخطة الأولى.. الذي أود أن أتوقف عنده قليلاً أن الذين تحدثوا في هذا اللقاء، من المفترض أن يكشفوا للحضور محتويات الخطة الإستراتيجية، ويجيبوا عن الأسئلة التي يُمكن أن تطرح، تمثَّلوا في شخص واحد تم تقديمه على أنه شريك شركة (مكنزي) وكان سيدة.
السيدة التي أعنيها عربية الاسم والعائلة، لكنها قدَّمت الخطة باللغة الإنجليزية، وقدَّمت من المصطلحات الإدارية في مجال التخطيط الشيء الكثير، إلى الدرجة التي أعيا فهمها معظم الحضور، خصوصاً أن أكثر من 80% من الحاضرات لا يُجدن اللغة الإنجليزية، بل إن من يتقنَّ هذه اللغة قد لا يفهمن معاني تلك المصطلحات نظراً لعدم التخصص، وهذا طبيعي، لكن غير الطبيعي هو أن يطلب الحاضرون شرحاً لبعض من هذه المصطلحات ولا يُجاب على طلبهم!! المهم في الأمر أن العرض بالإنجليزية والتقديم بالإنجليزية والخطة نفسها بالإنجليزية، بينما قُدم ملخص بالعربية وصل إلى البعض دون الآخرين، وليس من السهل فهمه على أنه ملخص توصيات خطة إستراتيجية كما ورد فيه!!!
أود الإشارة فقط إلى جملة ذكرتها المتحدثة، في سياق حديثها عن اختيار الشركة التجارية (مكنزي) لإعداد هذه الخطة، حيث قالت: تم استقدام عروض من 10 جهات عالمية لتقديم خطة إستراتيجية (ينبغي) أن يعمل بها، وترشحت ثلاث جهات منها واختيرت هذه الشركة نظراً لقوة أدائها وباعها الطويل في العمل في الجامعات العالمية.
كلمة (ينبغي) أثارت لدينا تساؤلات كبيرة، لأن ذلك يعني عدم مناقشة هذه الخطة والتسليم بما جاءت به، وهذا ما حصل ويبدو أنه سيحصل.. يظل السؤال قائماً: إذا كان الكادر الأكاديمي المتخصص في التخطيط الإستراتيجي في جامعة الملك سعود لا يعرف شيئاً عن مثل هذه الخطة ولا تُتاح له الفرصة للمشاركة، أفلا يكون من حقه إبداء الرأي أو المناقشة على الأقل، أم كما قيل قديماً: زامر الحي لا يطرب؟!.. وتاليتها..!!!