استبشر المواطنون خيراً، وأطمأنت قلوبهم، وهدأت نفوسهم، وعلت وجوههم فرحة غامرة، وهنأ بعضهم الآخر تعبيراً عن سروره بتكليف سمو الأمير نايف بن عبد العزيز نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء، وصيغت عبارات الثناء والإشادة في حق هذا الأمير الجليل وما زالت تترى في صور شتَّى من المقالات والتهنئات والزيارات، ولا شك أن هذه الصور الصادقة من الاستبشار والفرح والسرور إنما تعكس منتهى الرضا والقناعة بهذا الاختيار الموفّق، والتكليف المسدّد من مقام خادم الحرمين الشريفين وفّقه الله.
وقامت شامخة رفيعة بمقام الأمير نايف حققت الكثير والكثير من النجاحات، وتبوأت درجات متقدمة جداً في سلم الإنجاز والكمال، تعلو بلا شك على كل عبارات الثناء والإشادة، وأراه في منزلة عليا أرقى من أن تعبّر عنها الكلمات والمشاعر، ولهذا لاغرو أن يكون مقام سموه تجاوز كل صور التهنئة والإشادة، والسبب يكمن في أن شمائله وسماته الشخصية، وأفعاله العملية، وأقواله الموفقة، وآراءه السديدة، بلغت درجة تجاورت المدح والثناء، وسمت على ما يمكن أن يصفه البنان، أو تترجمه مشاعر الوجدان.
إن السمات والشمائل الشخصية للأمير نايف، وما يتمتع به من خبرات ترجمتها نجاحات أفعاله وأقواله، جدير أن تستثمر وتوظّف لصالح الشأن العام كله، لتعم الفائدة، ويتحقق الخير والنماء للوطن والمواطن، فأجهزة الدولة - وأخص ما له صلة بالمواطنين - بحاجة إلى حنكة الأمير نايف، وإلى خبراته الناجعة، وبصيرته الثاقبة، وآرائه الصائبة.
إن النجاحات التي حققتها وتحققها أجهزة وزارة الداخلية ترجع - بعد توفيق الله - إلى تلك العلاقة الفريدة المميّزة التي تربط قائد هذا الجهاز ومنسوبيه، إنها علاقة استمدت قوتها من قدرة الأمير نايف الفائقة، وخلقه الرفيع الذي تملك به قلوب العاملين معه، ومنطقه الواعي المدرك المستوعب لحقائق الأمور، لهذا تفاعل الكل مع توجيهاته بكل حب وشغف، يعزّز ذلك قدرات العاملين المتمكنة، ومهاراتهم الفائقة، لقد أعطوا بإخلاص، ووظّفوا باقتدار كل ما يملكون من دراية وخبرة.
إن تسيير الأعمال في القطاعات الحكومية في أمس الحاجة إلى هذا النمط من القيادة، ومن هنا جاء الاستبشار، ومن هنا يأتي الأمل في أن تنسحب شمائل سمات الشخصية، والصفات القيادية للأمير نايف على باقي الأجهزة الحكومية التي تعاني ما تعاني من معوقات أثَّرت على مستويات الأداء بالصفة التي تحقق الفاعلية والنواتج المأمولة.
فليس بخاف أن بعض الإدارات الحكومية تعاني من أزمة حادة في عموم مفاصلها، فبعض الأجهزة يعاني من انعزال قائد الجهاز وانزوائه في مكتبه، لا يعرف عن حال الموظفين والأعمال وتسييرها إلا ما يعرض عليه من معاملات وأوراق، والأخرى تعاني من تكبر المسؤول وترفعه عن مخالطة زملائه، والتعرّف على أحوالهم وحاجاتهم، وأخرى تعاني من عدم مبالاة المدير وعدم اهتمامه، يتساوى عنده الجاد المخلص والكسول المتهاون، لا يأبه بشؤون العامة أديت أم ضيّعت، المهم أن يبقى على رأس الهرم، وأن تنشر صوره وأخباره، والآخر يستغل منصبه، يستأثر ويغل، وفي هذه المعمعات وغيرها ضيّعت المصالح العامة، وكثر التذمر، ودبّ الوهن، والخاسر الأكبر (الوطن).
من هنا جاء الاستبشار، وانتظار الأمل في أن تنسحب نجاحات وزارة الداخلية على كل ما له علاقة بالشأن العام ومصالح المواطنين في عموم الإدارات والأجهزة الحكومية.
Ab_moa@yahoo.com