يعمل فيروس الإنفلونزا على إضعاف الصحة العامة للإنسان، وقد يصل به إلى الوفاة، لاسيما من يعاني ضعفاً في جهاز المناعة. والفيروس ينتشر بالعدوى بين الناس، خصوصا في حالات الكحة والعطس. كذلك ينتقل عن طريق استعمال أغراض المصابين بالفيروس وملامستها للحواس. وقد ينقله الشخص المصاب إلى الآخرين حتى قبل ظهور الأعراض لديه!
وتختلف الفيروسات وتتجدد وتتغيّر وتتطور بسرعة فائقة، مما يصعب معالجتها. ويشعر العلماء بالقلق دائماً عند ظهور فيروس جديد يكون بمقدوره الانتقال من حيوان إلى إنسان، ومن ثم لإنسان آخر. وتعد إنفلونزا الخنازير آخر ما ظهر. وهو مرض يصيب الجهاز التنفسي للخنازير على مدار العام. والنوع الشائع منه يطلق عليه اسم (H1 N1) والفيروس الجديد الذي ينتقل للبشر متطور عن هذا النوع. وينتشر فيروس الخنازير عن طريق الرذاذ والمخالطة المباشرة.
وعادة لا تظهر الأعراض على الخنازير الحاملة للمرض، رغم أن الفيروس يصيبها وينتشر بينها، إلا أنه نادراً ما ينتقل للبشر، بينما هناك حالات نادرة انتقل فيها الفيروس، والاختلاف الوحيد هو أن انتقاله في الماضي لم ينتشر بهذه الحدة كما يحدث حالياً، ولم يتعدَ أكثر من ثلاثة أشخاص. ولا يعرف الباحثون حتى الآن سبب انتشاره على هذا النحو.
وقد تفشت فيروسات مختلفة لا يعرف سببها ونسبت لمكان وقوعها مثل (الإنفلونزا الإسبانية) التي وقعت عام 1918وقتلت100 مليون إنسان في مختلف أنحاء العالم. وفي عام 1968حدثت (إنفلونزا هونغ كونغ) وأدت لوفاة مليون شخص. وفي عام 1976 أصيب 200 شخص في أمريكا وأعلن عن حالة وفاة واحدة. وفي عام 1988تلقت سيدة أمريكية العلاج إثر إصابتها بالمرض لكنها توفيت بعد أسبوع. كما وقعت إصابات بمرض شبيه بإنفلونزا الخنازير بين عام 2005 و2009 حيث أصيب 12 شخصاً بالفيروس في أمريكا، ولم تقع أية حالة وفاة بالمرض.
وأعراض الإصابة بفيروس إنفلونزا الخنازير هي نفسها أعراض الإنفلونزا العادية المتمثلة بارتفاع درجات الحرارة والشعور بالنعاس والكسل وانعدام الشهية والكحة وسيلان الأنف واحتقان الحلق والغثيان والقيء والإسهال. وتودي الإنفلونزا العادية بحياة ما بين 250 ألفاً إلى 500 ألف شخص سنوياً، إلا أن ما يثير قلق الباحثين هو ظهور سلالة جديدة من الفيروس يمكن أن تنتشر بسرعة بين الناس، في الوقت الذي لا تتوفر مناعة طبيعية لديهم، كما لا يتوافر علاج له، فتطوير العلاج يستغرق شهوراً عديدة.
وقد أعلنت منظمة الصحة العالمية WHO أن انتشار الفيروس أمر يدعو للقلق العالمي، مشيرة إلى أنه لا يوجد في الوقت الراهن أيّ لقاح لذلك الذي يصيب البشر. كما أنه لا يعرف ما إذا كانت اللقاحات المتوافرة حالياً لمكافحة الإنفلونزا الموسمية قادرة على توفير حماية ضد هذا المرض. وتمتلك بعض البلدان أدوية لمكافحة الإنفلونزا الموسمية القادرة على الوقاية من الإنفلونزا عامة وعلاجها بفعالية. ويمكن الوقاية من الفيروسات والجراثيم عموماً باتباع بعض الاحتياطات والخطوات اليومية الاعتيادية مثل غسل اليدين باستمرار وتحاشي الاتصال مع المرضى أو الاقتراب منهم أو تقبيلهم، وتجنب لمس أشياء ملوثة.
وبرغم أننا مسلمون وشريعتنا تحرِّم علينا أكل لحم الخنزير واستخدام مشتقاته، إلا أننا لسنا في منأى عن هذا الوباء الخطير، ولهذا فإن وزارة الصحة أخذت الحيطة والحذر، والتشديد على فحص القادمين من الدول الموبوءة.
rogaia143 @hotmail.Com
ص. ب 260564 الرياض11342