يوضح القانون الدولي أساليب وطرق التعامل بين الدول، وتشرح الاتفاقيات كيفية التعامل حتى بين الدول التي لا تعترف ببعضها البعض ولا توجد بينهما علاقات دبلوماسية.
كل شيء واضح، إلا أن هناك دولاً وكيانات تمارس أعمالاً لا علاقة للدول بها، فهي تسلك مسالك العصابات والمليشيات الإرهابية التي تنتهج أساليب الإجرام والتهريب والتسلل وانتهاك سيادات الدول، ومع هذا تجد من يغطي على أفعالها المشينة هذه، بل ومن يساعدها على خرق المواثيق والقوانين الدولية، كالكيان الإسرائيلي الذي تكشفت آخر انتهاكاته للقوانين الدولية وخرقه لسيادات الدول.
فقد ذكرت صحيفة هآرتس العبرية أن إسرائيل ضالعة في عملية معقدة لإعادة السودانيين الذين طلبوا اللجوء إلى إسرائيل إلى دارفور، موضحة أن هذه العملية تجري بإدارة ما يسمى - السفارة المسيحية -، وهي منظمة تمثل مسيحيين من أنحاء العالم وتنشط في القدس المحتلة، لكن برعاية وزارة الخارجية الإسرائيلية.
وأوضحت الصحيفة العبرية أن مندوبة السفارة المسيحية رافقت عشرة سودانيين خلال عودتهم إلى دولة إفريقية ومنها إلى جنوب السودان.. وكشفت صحيفة هآرتس أنه شوهد 10 رعايا سودانيين (ستة كبار وأربعة صبية) يصعدون إلى طائرة في مطار بن غوريون الإسرائيلي انطلقت إلى دولة إفريقية وتوجهوا منها إلى جنوب السودان الذي تحوّل إلى منطقة حكم ذاتي.
وتقول الصحيفة العبرية: إن وزارة الخارجية الإسرائيلية بررت عملية إعادة اللاجئين السودانيين عبر جهة خاصة، بسبب اعتبار السودان إسرائيل دولة عدوة.
ولفتت صحيفة هآرتس إلى أن نشاط السفارة المسيحية يجري بمعرفة وزارة الخارجية الإسرائيلية وبتشجيع منها، وبمعرفة مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة وهي الجهة المسؤولة عن المتسللين الأجانب الذين يطالبون بالحصول على لجوء في إسرائيل.
ووفقاً لمعطيات إسرائيلية صادرة عن مركز مساعدة العمال الأجانب، وصل إلى إسرائيل منذ عام 2006، (17 ألف لاجئ) من دول إفريقية، من ضمنهم خمسة من لاجئي السودان.
وفي هذا السياق، يقول مركز الأسرى للدراسات المختص بشؤون الأسرى الفلسطينيين: (إن قضية الأسرى السودانيين المتواجدين في إسرائيل تحتاج إلى تسليط الأضواء لأكثر من ناحية، مضيفاً أن هذه القضية تحتاج إلى دراسة لما لها من أهمية وغرابة، ولكون أن هؤلاء الأسرى كانوا متواجدين ذات يوم في نفس سجن النقب مع الأسرى الفلسطينيين بشكل منفصل.
وقد عاش بعض هؤلاء الأسرى مع الأسرى الفلسطينيين وفي أقسامهم إلا أن إدارة السجون الإسرائيلية فصلتهم في أقسام وسجون خاصة بهم خشية من تأثرهم بأفكار المناضلين الفلسطينيين وتوجهاتهم السياسية.
هذه العملية التي تظهر إلى أي مدى وصل الاستهتار لدى الإسرائيليين ومن يساعدهم في خرق سيادة الدول الإفريقية، والذين أعادت تهريبهم إلى السودان الذين جلبوا منها وتحديداً من دارفور عبر دولة إفريقية ضمن عملية دعائية لخدمة أهداف معروفة وإظهار حكومة السودان وكأنها تضطهد مواطنيها، وبعد تحقيق أهداف العملية الدعائية تمت إعادتهم أيضاً عبر دولة إفريقية وعبر جنوب السودان الذي أصبح ممراً للتآمر على وحدة السودان، وهو ما يؤكد ما كانت تقوله الخرطوم من ضلوع الإسرائيليين في التآمر على السودان ووحدة أراضيه ومواطنيه، وها هم الإسرائيليون يكشفون عن واحدة من مؤامراتهم وما أكثرها.