دبي - محمد شاهين
انطلقت يوم أمس في دبي فعاليات المؤتمر العربي للاستثمار الفندقي في دورته الخاشخصية من قادة وخبراء وصناع القرار والاستشاريين في قطاع الضيافة في المنطقة والعالم. وقد خصص المؤتمر جلسة الافتتاح لعرض محاور الرؤية المستقبلية للسياحة السعودية والمشاريع السياحية الطموحة المزمع تنفيذها في مختلف مناطق المملكة، إضافة إلى فرص الاستثمار والنمو في قطاع السياحة والضيافة. جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار خلال الجلسة الافتتاحية.
وقال سموه إن خطة السياحة الوطنية المزمع الإعلان عنها نهاية العام الحالي سوف تركز على توفير الفرص لخلق وظائف جديدة للمواطنين، ودعم مبادرات الاستثمار في المشاريع السياحية الصغيرة والمتوسطة للقطاع الخاص. وعلى ضوء هذه الرؤية الجديدة الخاصة بالقطاع السياحي في المملكة يتوقع أن يصل عدد الزوار إلى 80 مليون سائح بحلول عام 2020م في حين سوف يرتفع عدد الغرف الفندقية إلى 254.310. ومن المتوقع أن يرتفع عدد الوظائف في القطاع السياحي من 1.1 مليون في عام 2008 م إلى 1.5 وظيفة. وقال سموه: إن قطاع السياحة يمس مختلف القطاعات الأخرى. وعلى سبيل المثال فقد أقرت الحكومة مشروع الإقراض لتمويل المشاريع الصغيرة والمتوسطة الخاصة بالصناعات الحفية الوطنية والتراثية. وأشار سموه إلى البرنامج الطموح الخاص بالهيئة الذي يهدف إلى تطوير الموارد البشرية في القطاع السياحي نظرا لما يوفره هذا القطاع من وظائف كثيرة، حيث تم الإعلان مؤخرا عن تأسيس كلية خامسة للسياحة في الطائف. كما كشف سمو الأمير سلطان أن هذه التوجهات لدعم وتطوير السياحة في المملكة، ذاكراً أن هناك 10 مليارات دولار أمريكي يتم صرفها من قبل السعوديين الذين يسافرون للخارج ولكنهم يتوقون لقضاء جزء كبير من إجازاتهم في بلدهم.
وقد ألقى سموه الضوء على المشروعات التي تعد من عوامل تأهيل البنية التحتية السياحية للمملكة، ففي جدة وحدها هناك مشروع عملاق تقوم بتنفيذه مجموعة سوليدير اللبنانية ويشمل تطوير مبان ومراكز تراثية وتاريخية، مشيراً إلى إن العمل يجري الآن لتطوير مشاريع ووجهات سياحية في البحر الأحمر، إضافة إلى مشروع القطار الذي سيربط المناطق الغربية بالمملكة بالشاطئ الشرقي فيها. حيث ستكون منطقة البحر الأحمر من المناطق الرئيسة التي ستشهد اقامة 21 وجهة سياحية سيتم الإعلان عن اثنتين منها خلال نهاية العام الحالي وكذلك مشروع العقير في المنطقة الشرقية ومشروع تطوير جزر فرسان في منطقة جيزان مؤكداً على أن خطة تطوير المنطقة تشمل إقامة مطار جديد. وستشهد منطقة الطائف كذلك إقامة مطار جديد إضافة إلى مشروع تطوير سوق عكاظ الذي يشمل مرافق تراثية وأخرى لإقامة الاجتماعات والفعاليات. كما أكد سموه أن الهيئة تتبع خطة لتطوير المطارات القائمة وإنشاء الجديد منها في مختلف مناطق المملكة، مشيداً بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين بتحويل مطار المدينة المنورة إلى مطار دولي مؤخراً، ونوه سمو الأمير سلطان بن سلمان بالمبادرات الهادفة إلى تنويع المنتجات والخدمات السياحية بما فيها إقامة الفنادق وأماكن السكن التراثية.
وعن سؤال لـ(الجزيرة) حول استغلال المدن الاقتصادية بالمملكة سياحياً وكذلك مدى التعاون والتنسيق بين كل من هيئة السياحة والآثار والهيئة العامة للاستثمار أجاب صاحب السمو الملكي بقوله: (هناك العديد من المنتجعات والفنادق في المدن الاقتصادية بالمملكة، ونحن نرخص لإقامة الفنادق في المدن الاقتصادية وفي غيرها من الأماكن بالمملكة. أما فيما يتعلق بالتنسيق فإنه يتم على مستوى محافظ هيئة الاستثمار حيث انه عضو أيضاً في لجنة تطوير المناطق السياحية بالمملكة والتي خرج منها مشروع العقير). وفي سؤال آخر عن مدى عمل الهيئة على استهداف السائحين من خارج المملكة أفاد سموه بأن الخمس سنوات الماضية لم ننظر إلى الأسواق الخارجية وإنما انحصر التركيز على المواطن السعودي.