Al Jazirah NewsPaper Sunday  03/05/2009 G Issue 13366
الأحد 08 جمادى الأول 1430   العدد  13366
لماذا لا يفخر الجازاني بحاتم الطائي والحائلي بأدباء أبي عريش ؟!
يوسف بن محمد العتيق

 

في مجتمع مثل المجتمع السعودي الذي هو بالأساس النسبة الكبرى من جزيرة العرب، ذات التاريخ العريق والحضارة، بل الحضارات الممتدة عبر آلاف السنين، حيث نشأت حضارات، وقامت قبائل ومجتمعات وأسر ومدن وثقافات وأعراق لها حضورها على أرض الواقع، وفي بطون الكتب ومدونات التاريخ.

ألا يحق لنا أن نتساءل: ماذا جنينا من هذه التعددية الكبيرة والمهمة في كل المشاهد بما فيها المشهد الثقافي والاجتماعي؟

هل استثمرنا هذه التعددية لنعرف هذا الموروث المتنوع أم لا؟

أم أننا جعلنا التعددية سبيلاً للمفاخرة المناطقية أو الأسرية أو القبلية؟

ورموز هذه التعددية من شخصيات اجتماعية سواء كانوا من الوسط الثقافي أو غيره، هل هم عند مستوى المسؤولية أم لا؟

لن أطيل في الأسئلة لكن التعددية في المشهد الوطني نعمة كبرى لا نجعلها نقمة!!

بعض الناس يفخر بمدينته وتاريخها أو أسرته أو قبيلته، ويحق له ذلك، لكن لا يحق له ينتقص من المدن الأخرى المجاورة أو الأسر ذات الحضور الاجتماعي نفسه ولا يجعل الولاء للشريحة الاجتماعية الصغرى على حساب الولاء للشريحة الأكبر: للوطن.

في وطننا تعددية اجتماعية تعود إلى عصور قديمة حافلة بالتراث الثقافي والأدبي والتاريخي وشتى الفنون والمعارف، وأنواع الصناعات القديمة فلنجعلها سبيلاً للفخر بوطني، فما أجمل أن يفخر ابن جازان بحاتم الطائي مع فخره بكرم الجنوب المتأصل عبر قرون، ولماذا لا يفخر النجدي بحضارة الجوف، وابن وادي الدواسر لماذا لا يتغنّى بآثار الطائف وسدودها الأقدم في جزيرة العرب، ولماذا لا نفخر جميعاً بجازان أرض الأدب والشعر بالفطرة، ولماذا لا يفخر العسيري بقلعة تاروت الشامخة على ساحلنا الشرقي منذ قرون، لماذا لا يكون فخرنا بكل مقدر وطني وإرث حضاري، كما نفخر جميعا بأننا شعب الحرمين وقائدنا خادم الحرمين.

فخرنا بمكة والمدينة أراه أنموذجياً عند كل سعودي، لكن أدعو إلى أن يكون الفخر بمقدرات الوطن أنموذجياً، وإن كنت لا أدعو أن يكون مساوياً للفخر بالحرمين، لكني أدعو إلى توطين الفخر بكل منجز وطني.

بدون شك هناك من يفخر بكل مقدرات وطنه لكننا تعوّدنا أن الفخر بالموروث مناطقي وليس وطنياً، وهذا ما يجب أن يطور لأن يفخر كل مواطن بحضارة شقيقه المواطن، مع بقاء خصوصية كل منطقة بدرجة مناسبة لا تناقض الولاء للوطن.

حقيقة لدي عدّة أمثلة على أشخاص كرسوا حياتهم لخدمة الوطن دون النظر للمناطقية أو القبيلة أو الأسرية، لكن أرجو أن لا أشغل نفسي وغيري بالنظر في الأسماء عن الموضوع الأهم، وهو الفخر بالوطن ومقدراته للجميع.

فاكس: 2092858


Tyty88@gawab.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد