هواجس المرض، ورعب العدوى، وهياج الخوف من الموت، والدهشة الغريبة جراء هجمة (أنفلونزا المكسيك) أو رعب (AHINI) وما سواها من هجمات دعائية ربما يراد من ورائها أمراً ما لا شأن له على الإطلاق بالخوف على مستقبل البشر، أو حفظ ذخائر الإنسانية، فالإشاعة التي تراها الآن تذاع قد يراد بها تمرير قضية صعبة القياد، أو هدم مسلمة باتت عبئا على من يحملها، أو ترويج لأخرى بهدف ملتو.

وإن لم ننفِ وقوع مثل هذه الأمراض، وحلول هذه المصائب على الشعوب في كل مكان من العالم فإننا من الأجدى ألا ننساق وراء التهويل، والمماحكات الطويلة.

فهذا المرض أو غيره من الأوبئة واجب أن تقوم وزارتا الصحة والزراعة بالتعامل معه، لا أن يتصدى له العامة، والإعلام، ووسائل الاتصال المختلفة، فمع احترامنا للجميع عدا هذه الأنفلونزا وصاحبها يجب أن يكون الأمر خارجا من رحم تينك الوزارتين، لا أن يكون الخبر وما وراءه من قصص وخيالات موجه لهما، وإن كنا نرى أهمية التوعية الإعلامية إلا أننا لم نعد نثق حقيقة، فقبلها شنت الحروب، وروع الآمنون، وقتل الأبرياء بأسباب هوجاء، يراد للفاتك أن تصطاد فريسته في ما اعتكر من أوهام، وادعاءات مضللة لم يتم التثبت منها.

رعب أنفلونزا المكسيك الموسومة بذلك الحيوان المقزز تدخل في كل أمر، وشاء أن تكون هذه الأيام متمثلة بسؤال محير: (يعني هل نسافر هذه الأيام؟!) ولاسيما وأن الصيف يقرع أو (يقرقع) النوافذ، ويطرق الأبواب، ويتلمس الجيوب، ويتحرى الحجوزات.

بمعنى أننا بحاجة إلى حملة دعائية قوية تنقض فتل غزل هؤلاء الذين يلوحون برعب الأنفلونزا، وكأننا نعطس ونتجشأ تخمة من شحمها ولحمها، والعياذ بالله، فالتوقيت غير مناسب، والسفر لم يعد صالحاً إلا أن تحل هذه القضية ويظهر أنهم سيطروا على المرض، وقتلوا جيوش البكتريا، وتبخرت كل تلك الهواجس المرعبة حول أنفلونزا المكسيك، وربما تُدرج الحالة وكأنها عارض كما أتصور الآن وسيقوم الكثير منهم بزيارة المكسيك للتأكد من أن شيئاً لم يكن، وأن الأمر مجرد نزوة تشبه (الهربس) في أوج غزو الشباب و(الشياب) لشرق آسيا وغربها، و(الجمرة الخبيثة) لحظة سقوط بغداد، وأنفلونزا الطيور ساعة أن كان الجزارون الصهاينة يعملون خناجرهم المسمومة في صدور النساء والأطفال في جنين، و(جنون البقر) لحظة أن شعر بعضهم أن الجنون لم يعد متكاثراً كما ينبغي.

هذا المرض (أنفلونزا المكسيك) معروف وهو فيروس خطير ثبت أنه قتل في عام 1966م نحو (200 ألف) نسمة، وتمت السيطرة عليه مثل الجدري والسل حمانا الله وإياكم منها جميعاً، فعلينا التحوُّط، والحذر، ولا داعي أيضاً للتهويل، والضجيج والمناحة، والفزع.