بكل وقاحة يتحدث الإيرانيون -من الرسميين والكتاب الصحفيين والأبواق العميلة لهم- مرددين الدعاية الإيرانية في الخارج وعملائهم في (الجيوب الصفوية) في العراق ولبنان، وحتى سورية ومصر اللتان أصبحتا مسرحاً لبعض الأصوات التي تقدم مصالح إيران الصفوية على مصالح بلدانها كالإخوان المسلمين في مصر، وبعض الكتاب في سورية.
وهؤلاء انضموا إلى الرسميين والكتاب الصحفيين الإيرانيين وعملائهم في العراق ولبنان دون خجل من الكشف عن المخطط التآمري الجديد الذي تحاك خيوطه بين الصهاينة والصفويين. صهاينة أمريكا مدفوعون بالرغبة في محاصرة ومصادرة القوى العربية الإسلامية من خلال تلبية الأطماع الفارسية الطامحة إلى التوسع داخل الأراضي العربية بعد نجاح الطابور الخامس في توظيف المتغير الجديد، إذ تلعب الأحزاب الطائفية دوراً مزدوجاً لتنفيذ الأوامر الإيرانية، فمن خلال المليشيات العسكرية تم فرض الوجود الطائفي في مناطق واسعة من الأقطار العربية كالعراق الذي أصبح جنوبه تابعاً لإيران، مثل لبنان التي صار فيها لإيران (دويلة) داخل دولة، بل إن هذه الدويلة أصبحت تفرض على لبنان الرسمي ما يجب القيام به.
هذه المتغيرات الجوسياسية على الأرض أصبحت واقعاً دعمته الأحزاب الطائفية السياسية التي مكنتها أذرعتها العسكرية من رهن الخيارات الوطنية للبلدان العربية حيث أصبح للأحزاب الموالية لإيران نفوذ تفرض الخيارات الإستراتيجية الإيرانية، وهو ما يلاحظ بوضوح في السياسات العراقية واللبنانية والسورية حتى وقت قريب.
هذه التحولات ساعدت على تحقيقها التدخلات الأمريكية في المنطقة، التي تعرضت بعض دولها للغزو ثم الاحتلال كما في العراق وأفغانستان.. مما يجعل المحللون يعيدون تقليب أوراقهم بحثاً عن (صفقة) إن لم يكن هناك تفاهم سري بين الأمريكيين الذين كانوا يحكمون الولايات المتحدة (المحافظون الجدد) وبين ملالي إيران لمحاصرة القوى العربية الناهضة، وبما أن المحافظين الجدد المبني فكرهم ونهجهم على فهم توراتي يتلاقى عند النهج الصفوي الذي يستشعر (الغبن) لأن العرب هم حملة الرسالة الإسلامية وهم من أبلغوها ونقلوها للعالم، وبالتالي فإنهم على استعداد للتعاون مع أي قوة لتنحية العرب عن قيادة الأمة الإسلامية إذ يظنون أن الفرس هم الأكثر تأهيلاً وقدرة للقيام بهذا الدور.
وهكذا وجد الصفويون غايتهم لدى (الشيطان الأكبر) لتحقيق أطماعهم.. وهو ما يعرفه الكثيرون، وإن لم يفصح عنه نظام طهران لإجادته أسلوب التقية السياسية، إلا أن عملاءهم وكتابهم لم يستطيعوا أن يخفوا طويلاً هذا التفاهم وهذه الصفقة، وبخاصة بعد أن كشف أوباما أكثر مما يجب من أوراق الصفقة، ويتبجح المدعو حسن هاني زاده -مدير القسم العربي في وكالة مهر للأنباء الفارسية التي تتبع لنظام طهران- بكل وقاحة أن الأمريكيين يبحثون عن حلفاء أقوياء يساعدونهم على تحقيق مصالحهم في المنطقة.
ونحن نقول: إن كان الصفويون أقوياء الآن بعملائهم.. فإن العرب وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية أقوياء بمبادئهم وبمواطنيهم القادرين على إحباط كل مخططات التفاهم والصفقات المشبوهة وإيمانهم الإسلامي النابع من عقيدة صافية.
jaser@al-jazirah.com.sa