المدينة المنورة - العيص - مروان قصاص:
يعيش مركز العيص بكافة قراه ومنذ أكثر من أسبوعين هاجس الزلازل والبراكين، حيث تشهد المنطقة حشوداً زلزالية مماثلة لما لحقت في المنطقة عام 2007 حين سجلت 500 هزة كان أعلاها بدرجة 2.7 بمقياس ريختر، وهي الآن تعود للمنطقة ذاتها وهي خفيفة ولكنها ترصد بأجهزة متخصصة وبلغ عددها أكثر من 1200 هزة.
وقد شهدت قرى العيص غربي المدينة المنورة، أقوى هزتين أرضيتين منذ بدء تصاعد النشاط الزلزالي في الأسبوعين الماضيين، إذ سجل مقياس ريختر هزة بقوة 3.7 درجة فجراً وأخرى عصراً بقوة 3.82 درجة وذلك خلال اليومين الأخيرين.
وبتوجيهات من صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية تابعت الأجهزة المختصة في الدفاع المدني مراحل الحراك الزلزالي في العيص.
وألغت المديرية العامة للدفاع المدني منح الإجازات لمنسوبيها من ضباط وأفراد، ضمن حزمة إجراءات رفع الجاهزية لأي طارئ.
وكشف مدير عام الدفاع المدني في منطقة المدينة المنورة اللواء صالح المهوس عن تخصيص فرق للإخلاء الجبري تتعامل مع الممتنعين عن الخروج من منازلهم إلى المخيمات في حالة بلوغ حالة الطوارئ القصوى تحسباً لأي حادث.
وحدد المهوس معيار الخطر في مثل هذه الحالات، مشيراً إلى أنه يكمن في حال رصد انبعاث أدخنة وغازات من الحرات البركانية، أو ظهور علامات ناتجة عن هزات أرضية، مثل الانهيارات وتصدع جدران البيوت وهو ما لم يحدث ولله الحمد.
على صعيد متصل اعتمدت هيئة المساحة الجيولوجية برنامج عمل ميداني لمراقبة الوضع على الطبيعة، وأقامت الهيئة عدداً من المحطات حول حرة الشاقة مشيراً إلى أن هذه المحطات تعتبر من أحدث محطات الرصد الموجودة حالياً على مستوى العالم، حيث تستخدم تقنية الأقمار الصناعية في إرسال واستقبال البيانات الزلزالية، ويتم استقبال هذه البيانات آنياً بالمركز الوطني للزلازل والبراكين بالهيئة وتحليلها، كما يتم أخذ القياسات الحرارية في عدة آبار بالقرب من المنطقة من خلال أجهزة حديثة.
وأكدت الهيئة أنه سيتم تخفيف الإجراءات الاحترازية بعد الانخفاض التدريجي للنشاط البركاني في منطقة العيص في المدينة المنورة.
وقد اعتبر الدكتور زغلول بن راغب النجار أن منطقة المدينة المنورة وما حولها تشتمل على الكثير من الطفوح والمخاريط والفوهات البركانية ولاسيما في الحرتين التي يمكن أن تثور في أي لحظة، وحذر من إقامة المساكن بالقرب من المناطق البركانية، وأضاف المملكة العربية السعودية مليئة بالحرات والطفوح البركانية التي تشتمل على حمم الصخور وأكد الدكتور النجار أن الأرض تتعرض لمليون هزة أرضية كل عام، وأغلبها هزات خفيفة لا يشعر بها الإنسان، ولا يستطيع أحد أن يستثني بقعة معينة من الزلازل، والزلال والبراكين وغيرها من الظواهر الكونية جند من جنود الله يسخرها الله على من شاء متى شاء بقدر ما شاء، وأوضح أن الجزيرة العربية محاطة بشكبة من الطفوح المكونة من حمم الصخور البركانية المنصهرة التي تدفقت من باطن الأرض إلى سطحها عبر فوهات بركانية، وقد انفصلت الصفيحة العربية عن الصفيحة الإفريقية وتشكل ذلك أخدودا في البحر الأحمر.
الجدير بالذكر أن الزلازل هي حركات تعتري القشرة الأرضية من آن لآخر تحدث اهتزازاً، يشعر به الناس أحياناً وتسجله المراصد باستمرار، تعرف بالزلازل أو الهزات الأرضية وتأتي على شكل هزات أفقية أو رحوية أو شاقولية، تصيب سطح الأرض وتتسبب أحياناً بالكوارث..
والسبب الكامن وراء حدوث الزلازل يعود إلى عدم استقرار القشرة الأرضية في بعض المناطق حيث تتعرض لانخساف كبير أو التواءات في الطبقات الصخرية. فمن المعروف أن قوى باطنية عديدة، في الماغما الباطنية أو في القشرة الأرضية، تضغط على الطبقات المتعددة وتشدها في اتجاه أو آخر، حتى إذا انفصلت هذه الطبقات أدى ذلك إلى حدوث الزلازل. كما يؤدي هذا الانفصال إلى ارتفاع قسم من الطبقات أو انخفاضها في حركة عمودية تحدث ضغطاً جانبياً على الطبقات المجاورة وتؤدي إلى اهتزازها في موجات عرضية تنتشر عبر الكرة الأرضية.
كما قد تنجم الزلازل عن خسف يحدث في فراغات القشرة الأرضية كانهيار المغاور الكبيرة في البلاد الكلسية أو انهيار في طبقات الملح بسبب تسرب المياه إليها أو ما شابة ولكن تأثيرها محدود جداً.