تُعاني الساحة الشعبية في الآونة الأخيرة من قلة مشاركة الكثير من الأدباء في الصحافة، وهذا أمر قد لاحظه الكثير إذ قلّما نجد مشاركة شعرية أو نثرية لهؤلاء بدون ذكر أسماء، وهذا الأمر إذا تأملنا فيه جيداً نجده حقيقة تحتاج إلى التمعن فيها والبحث عن الأسباب لمعالجتها رقياً بأدبنا الشعبي الذي أصبح بضاعة للمتردية والنطيحة من الدخلاء عليه ممن بدأت الساحة تمتلىء بهم.. ولعل من أجلّ وأهم أسباب ذلك العزوف بالإضافة إلى كثرة الأشغال وعدم اهتمام الرأي العام بهم، وتهميش بعض القائمين على الصفحات الأدبية لهم ولو كان هناك اهتمام بهم من لدن أهل الصحافة الأدبية بزيارتهم ومهاتفتهم والسؤال عنهم بين فترة وأخرى، ومطالبتهم بالمشاركة بما عندهم من عذب الكلام شعراً ونثراً وتحسيسهم بأهميتهم وأنهم ما زالوا في الذاكرة ومكانتهم محفوظة وإن ابتعدوا عن الساحة، وأن عشاق الأدب ينتظرون منهم الدعم للأدب بما كتبوا من جميل الكلام، لعاد الكثير منهم كما كان متوهجاً وحريصاً على دعم الصفحات الأدبية، وإن كنت أرى وهو الواقع أن أهل المدارات حريصون على ذلك ويقومون به بحثاً منهم عن رقي صفحتهم بتطعيمها بجميل كلام هؤلاء، وتقديراً لمن خدموا الساحة الشعبية وابتعدوا عنها كل حسب ظروفه، ولو تضافرت جهود الجميع وسعوا لعودة هؤلاء ولو بأخذ ما عندهم ونشره في صفحاتهم الأدبية لرأينا الجميل في صفحاتنا كيف لا وهو من شعراء لهم مكانتهم.. وشعرهم لا يختلف على جماله وروعته اثنان، وكل ما أرجوه أن يكون لما كتبت صدى عند الجميع، وشكراً لأهل المدارات على حسن صنيعهم، ولكل من رفع مكانة الأدب الشعبي بالاهتمام به وبأهله، وللجميع احترامي وتقديري وعرفاني.
صالح بن عبد الله الزرير التميمي
الرس ص.ب 1200
abuabdulh58@hotmail.com