Al Jazirah NewsPaper Wednesday  13/05/2009 G Issue 13376
الاربعاء 18 جمادى الأول 1430   العدد  13376
مركز الحوار واستبياناته
محمد الدبيسي

 

عندما بدأت مؤسسة الحوار.. (مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني) أولى دوراته قبل سنوات.. واستبشر من استبشر من المتابعين والمعنيين بالشأن الوطني بكافة أنساقه وتجلياته بانبثاق نبتة الحوار/ المبدأ والقيمة في بلادنا.. ولام من لام.. حصر الحوار ب(مؤسسة) ترسم مساراته وتختار موضوعاته.. دون أن نتحول فجأة إلى مجتمع (حواري وتعددي) في الرؤية والأفكار والاتجاهات.. أو كما ذهب الخيرون من الفريقين.. ولكل مسوغاته ومبرراته.

** الأول كان مفرطاً في أحلامه وتطلعاته..

والثاني كذلك كان مثالياً نظرياً مشدوداً إلى تقليد ثقافي يتلبس الثوريين.. وأشباههم.. لا يرى خيراً في صنيع (المؤسسات) بل يبلغ به التشاؤم حداً لا يرى في دورها إضافةً قط.. ولاسيما إن كانت تختص وظيفياً بقضية قيمية واجتماعية وفكرية ك(الحوار).. وتقيد بسلطتها حريته.. كما يرون.....!

** ولكن الحوار ومؤسسته والقائمين عليها واصلوا التدرج في المسير.. فاختاروا ونوَّعوا وحاوروا.. وعاماً بعد عام ظلت خطى الحوار وئيدة بطيئة.. وفي بطئها.. تكمن حكمة الأمر.. فليس مراءً أن نعد صيرورة الحوار بتلك الهيئة والكيفية..

كانت السبيل الأنجع.. إلى توطين وإشاعة تلك المفردة.. واستعادتها من منفى الغربة إلى مشهد السجالات والاختلافات.. التي حتماً ستصل إلى قناعة ولو نسبية بجدوى الحوار وأهميته على الصعيد الوطني واستيعابه القضايا التي تشغل الناس..

** إذ ليس من المعقول.. أن نتخلص من أو نغير فجأة واقعاً وفكراً صلداً ران عليه الزمن ردحاً طويلاً كان مجرد الدعوة للحوار فيه.. مبادرة لا يلقي لها أحد بالا.. إن لم يستبقها بإسقاطات سلبية وتوجيه للنوايا والأهداف..!

صحيح أن مخرجات الحوار في مآلها الأخير.. تقارير محفوظة.. وسجلات تدون فيها وقائعه وجلساته.. ولكن صحيح كذلك.. أن المفردة صارت أكثر دوراناً وتبادلاً.. كما صارت عنواناً ومنتدىً -يجمع من يوصفون بالنخب.. وقد يستشري ويلتئم حول منارته غيرهم- وغداً (يغري أو يقنع) أوساط وقوى شعبية أخرى.. وقد تكون تلك هي المنهجية وموضوعية التدرج في التأسيس للمشاريع الثقافية والتنويرية الكبرى..

** لقد بدأت مؤسسة الحوار في نشر استبيانات بين الناس وقوى المجتمع وأفراده في قضايا شتى.. وأصبح الناس يدركون ولو بشكل بسيط أن ثمة من يلقي بالاً لأفكارهم وآرائهم ومطالبهم.. وتلك خطوة نوعية في مسيرة الحوار وبرامج مؤسسته تُذكر فتُشكر..

** لقد بدأ أحد أهم المشاريع الفكرية العظيمة في الوطن في سني تشكله المبكرة.. من خلال استفتاء أدبي.. تبناه وسعى إليه ووفق فيه الرائد محمد سرور الصبان رحمة الله عليه.. ومنه انتهى إلى بناء لبنات وركائز أولى على المستوى الوطني في الفكر والثقافة والاقتصاد والتنمية.. نذكرها فنترحم على ذلك العبقري والوطني المخلص.. تذكرنا بها (استبيانات مركز الحوار).. ونأمل أن نجد ثمة تلاق ووشائج تربط بين مشروعي (مركز الحوار/ والصبان) غير مجرد الذكرى.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد