قالت: سألني أخي الصغير عن الوطن الأصلي لهؤلاء اليهود الموجودين في فلسطين، فأجبته بأنهم جاؤوا من دولٍ شتى وبلادٍ متفرِّقة، وليس لهم وطن موحَّد، فمنهم من جاء من روسيا، ومنهم من جاء من أوروبا وأمريكا، ومن غيرها من دول العالم، وبعضهم من شراذم اليهود الموجودين في بعض الدول العربية، تجمَّعوا في فلسطين بوعدٍ مشؤوم من الرجل البريطاني (بلفور) الذي استغل نفوذ دولته بريطانيا في الشام ووصايتها (الاستعمارية) على فلسطين، فمنح لهم فرصتهم الثمينة على حساب أصحاب الحق الذين قُتلوا وشُرِّدوا وصُودرت أملاكهم، وأُضيعت حقوقهم، قالت: فسألني أخي سؤالاً مفاجئاً لم أكن أتوقعه قائلاً: كيف يكونون مفرَّقين وليس لهم وطن واحد مع أنَّ لغتهم واحدة؟ هل كانوا يتكلمون بلغتهم في البلاد التي كانوا متفرِّقين فيها، ولم أستطع أن أجد لسؤاله في لحظتها جواباً مقنعاً، ولكنني قلت له: لا بد أنَّهم تعلموا اللغة العبرية بعد أن جاؤوا إلى فلسطين، وشعرت أن أخي قد اقتنع بالجواب، وظللت أنا بعده أسأل نفسي قائلة: صدق أخي.. يا ترى هل جميع اليهود في فلسطين يتكلمون العبريَّة؟ سؤال أوجِّهه إليك فهل لديك من جواب؟.