في مثل هذه المواضيع تبقى الحالات الفردية مجرد حكايات يستشهد بها دون أن تؤثر في الرأي الحقيقي.

أيهما أكثر وفاءً الرجل أم المرأة؟

المرأة ترى أنها الأكثر طبعاً، وتستعرض عشرات الحكايات لرجال تتحسب الله عليهم، خانوا زوجاتهم وتزوجوا بأخريات..

.. وتركوا أم العيال (تفحط) بالبيت بحسرتها، وتنسى المرأة أن الرجال مجبولون بالفطرة على التعدد، والزواج بأخرى ليس خيانة من وجهة نظر الرجل والشرع أيضاً، هكذا يقول الرجال، فالرسول صلى الله عليه وسلم تزوج على عائشة وهي أحب زوجاته إليه.

وبعض النساء تغلف مسألة الوفاء هذه بعلاقتها الحميمة مع أولادها، فتذكر مواقفها مع الأبناء، ووفائها مع العاق منهم قبل البار، وبعده أيضا أقصد (البار)، وطبعاً هذه حجة ذكورية فيما يبدو لرمي حمل الأولاد دائماً على الزوجة، فالآباء لا يقلون رحمة بالأبناء بل يتفوق الكثير منهم في رعاية أولاده والسهر على راحتهم.

أتذكر قبل زمن (الفضائح الصحفية) امرأة أصيب زوجها بحادث أقعده عن ممارسة واجباته الزوجية، فاضطرت تلك الزوجة الشابة إلى الرحيل تاركة أولاده وبناتها إلى المجهول بحثاً عن زوج ساري المفعول!

ألم أقل لكم إن هذه الحكايات تظل فردية رغم مصداقيتها؟

في هذه الأيام تتناول الصحف والفضائيات قضايا العنف الأسري، وتضع دائماً الزوج في موضع الاتهام، بينما تظهر الزوجة والأم هي المظلومة والمغلوبة على أمرها، ولست مدافعاً عن الرجال ولا حتى عن النساء، فالمسألة في رأيي نسبية لا علاقة لها بتكوين المرأة الذي يجنح إلى العطف والرقة، المسألة متوازنة ونسبية هناك رجال يتفوقون على النساء في مسألة العطف هذه، بل حتى في الجوانب الرسمية من تعاملاتنا نميز المرأة على هذا الأساس، خذوا مثلاً قضايا الخلوة غير الشرعية التي ترصدها هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يتركون الشابة تخرج متشحة بدموعها، و(يبهدلون) الشاب المسكين بحجة حساسية وضع المرأة، فالرجل هو المظلوم دائماً، وكأننا كذبنا الكذبة وصدقناها، ولو تعرضت المرأة لمواقف تضعها على المحك مثلما يتعرض لها الرجل لتغيرت النظرة إلى المرأة، ولشاهدتم نساء غير!

رفقاً بالرجال أيتها النساء، دائماً تعاملون الرجل وكأنه مخلوق من ضلع أعوج، ألا تتفقون معي أنه آن الأوان لمساواة المرأة بالرجل في قضايا العنف الأسري دون أن تجرنا العاطفة إلى تصديق دموع التماسيح.