«الجزيرة»- الرياض:
افتتح نائب المشرف العام على مكتبة الملك عبد العزيز العامة بالرياض الدكتور عبدالكريم بن عبد الرحمن الزيد مساء أمس الأول الاثنين ورشة عمل عن واقع الترجمة ومستقبلها نحو إنشاء هيئة وطنية للترجمة والتعريب والذي أدارها الدكتور سالم القحطاني بمشاركة المتخصصين والمهتمين بالترجمة وذلك في فرع المكتبة بمركز الملك عبد العزيز التاريخي بالمربع.
حيث ركزت الندوة على واقع حركة الترجمة من وإلى اللغة العربية وتشخيص واقع مشاريع الترجمة إلى اللغة العربية وبحث معوقات الترجمة في الوطن العربي والتجربة السعودية في الترجمة ووضع الترجمة في العالم العربي ودور الجوائز ومراكز الترجمة في النهوض بمستواها وكذلك بحث وسائل دعم وتوحيد نشاط الترجمة، وقد اشتملت الندوة على عدد من المداخلات وأوراق العمل حيث أكد د. أحمد بن عبد الله البنيان رئيس مجلس إدارة العلمية السعودية للغات والترجمة أن حال الترجمة بقي على ما هو عليه، فجاء في تقرير للتنمية الإنسانية العربية لعام 2003م أن مجموع ما ترجم منذ عهد الدولة العباسية حتى وقت التقرير يصل إلى 10.000 كتاب وهو مساوٍ لما تترجمه دولة كإسبانيا في عام واحد، وزيادة على ذلك أن ما يترجم في العالم العربي بأكمله يعادل خمس ما يترجم في اليونان وقال انه في رصد لتطوير حركة الترجمة منذ تأسيس المملكة عام 1930 وحتى عام 2005م، نجد أن مجموع ما تمت ترجمته من كتب والتي أمكن إحصاؤها هو 1260 كتاباً، وذلك خلال 75 سنة.
واشار إلى أن الترجمة في كثير من الدول العربية ضعيفة جداً رغم الحاجة الماسة للترجمة في كل مجالات الحياة وذلك بسبب قلة أعداد المختصين.ودعا الدكتور البنيان إلى إنشاء هيئة وطنية عليا للترجمة والتعريب يكون لها شخصية اعتبارية وميزانية سنوية مستقلة.
كما يرى د. عيد سالم الشمري بجامعة الملك سعود كلية اللغات والترجمة ان تعريب التعليم العالي العلمي والتقني في المملكة يعترضه مجموعة من المعوقات الرئيسية، منها ما يتصل بالجامعات ومؤسسات التعليم العالي العلمي والتقني والعاملين فيها، ومنها ما يتصل ببعض جوانب عملية التعريب ذاتها، ومنها ما يتصل بغياب القرار السياسي الحاسم بفرض تعريب التعليم العالي العلمي والتقني وعدم إيجاد جهة رسمية متخصصة تخطط وتنسق وتنفذ عملية التعريب.
واقترح الدكتور الشمري لحل مشكلة تعريب التعليم العالي العلمي والتقني في المملكة والمتمثلة في ندرة الكتاب العلمي والتقني المؤلف باللغة العربية أو المترجم إليها ومن ثم اتخاذ اللغة العربية لغة تدريس في مجالات العلوم والتقنية ولغة نشر علمي، بإنشاء هيئة وطنية للتعريب والترجمة تقوم بوضع خطة شاملة للتعريب والترجمة في المملكة.
من جانبه قال د. خالد بن بلهيهش العمري أمين البحث العلمي والنشر بالجمعية العلمية السعودية للغات والترجمة إن أهمية وضع نظام شامل متكامل تأتي لضمان جودة ما يُترجم ويعني بوضع الأسس والخطوات التي يمكن من خلالها الوصول إلى منتج جيد، ويقدم منظومة متكاملة للخطوات التي من شأنها أن تصل بنا إلى عمل متقن، وهذا النظام يؤسس للإجراءات والممارسات والمتطلبات التي من شأنها أن تضمن جودة منتج الترجمة.