أحضر كثيراً من الاجتماعات واللقاءات التي تتعلق بالتربية والمجتمع وورش العمل التي تعنى بالتطوير والأخذ بالجديد؛ لتعديل الواقع واتخاذ التدابير العملية للتخلص من الترهلات البيروقراطية, التي تميت وتقتل الحماسة وتصيب الهمم بالفتور, حتى أن الصبي شاخ في بلادنا وهو ينتظر التطوير المرتقب, وما ذاك إلا لأن بعض التنفيذيين يبذلون الكثير من جهدهم لتعطيل مشاريع التطوير؛ احتساباً وبحثاً عن الأجر، وليس كسلاً وتهاوناً, أو عدم اقتدار أو تمكن, معاذ الله أن نسيء بهم الظن. إن مهمتهم الوحيدة هي الظهور بمظهر الحماة, والمنافحين, وهم حينئذ يحق لهم أن يمدوا أقدامهم ما شاء لهم طولها, ويتشرطون, هذا ننفذه, وهذا نضعه في الدرج, وثالث ممكن أن يتحول إلى سلة النفايات الخطرة.
كلما تحدث وزير أو مدير عن مشروع جديد استلموا زمام المبادرة والتشكيك في النوايا, وإعادة الشروط, والعراقيل, والتثبيط والتحبيط.. ينسى هؤلاء أن الوطن مسلم, وأن مسؤوليه هم أحرص الناس على ظهور هذه الهوية في كل مناحي الحياة, وهل يمكن أن يمر مشروع مناقض لثوابت الدين والعقيدة وتتبنى الدولة تطبيقه؟!
هذه العبارات، التي يتكسب بها البعض تشجيع الجماهير, ليست حَرية بمن وضعت بهم الثقة ليكونوا عوناً لها على التطوير, فما بال هؤلاء يتحولون إلى مثيري بلبلة إزاء كل جديد, ومحاولة إثارة الجلبة وفقاعات التشكيك وسوء الظن حول كل رغبة بالتحديث والتطوير.
لكن ما يسعد حقاً هو كثرة المخلصين المدركين لمغزى التطوير الذي تنشده الدولة من أجل الأجيال القادمة.
إننا في مفترق طرق؛ فإما أن ننطلق بإسلامنا وثوابتنا, ونعمل مثلما عملت ماليزيا, وإما أن نستسلم لعبارات التثبيط ونرتكس إلى الوراء, فحتى بقاؤنا على ما نحن عليه الآن لن يتحقق؛ لأن العالم حولنا ينطلق بتعليمه واقتصاده بسرعة لا تكفي لوصفها كلمة (هائلة).
التطوير مشروط بالثوابت الدينية التي ينص عليها نظام الحكم السعودي, أما اجتهادات ومخاوف البعض فالوطن ليس معنياً بها إذا كنا سنخلص في عملنا تجاه ديننا ثم وطننا ومستقبل أجيالنا!
fatemh2007@hotmail.com