الجزيرة - وكالات
تجددت المخاوف من ارتفاع أسعار النفط في الأسواق العالمية عقب تصاعد العنف في نيجيريا وإيران وأججت ثلاث هجمات على منشآت نفطية تابعة لشركة (شل رويال داتش) في نيجيريا الأحد الماضي هذه المخاوف وقال رينييه وينزنريد، الناطق باسم العملاق النفطي، إن الشركة تحقق في حجم الخسائر التي خلفتها الهجمات واستهدفت أنابيب نفط شرقي وادي النيجر في نيجيريا مضيفاً: (شل تحقق في تأثيرها على المنشآت، والبيئة والطاقة الإنتاجية)، دون الإشارة إلى ما إذا أوقفت الشركة عملياتها في المنطقة، التي تعد شريان صناعة النفط في نيجيريا وتحدث عن عقبات أمام التحقيقات نظراً لوقوع الهجمات في منطقة نائية، ونفى علمه بوقوع إصابات جراء الهجمات وتأثرت (شل) بالإضافة إلى شركائها في خط الأنابيب المستهدف، وهي: (توتال) الفرنسية، و(أجيب) الإيطالية بالإضافة إلى الحكومة النيجيرية، وهي المشغل، بالهجوم الذي تبنته (حركة تحرير دلتا النيجر) المتمردة وقال الفصيل النيجيري المتمرد، في معرض إعلانه عن الهجوم، إنه أدى لتحول المنشأة البحرية إلى كرة من اللهب وزعمت الحركة، التي تطالب بتوزيع عادل لثروات نيجيريا النفطية أنها قامت بتدمير خط أنابيب تابع ل(أجيب)، إلا أن الشركة الإيطالية لم تؤكد هذه المزاعم، بالإضافة إلى عوامل محركة أخرى، بأسعار النفط في الأسواق العالمية.وقالت (شفيرون) التي علقت عملياتها البحرية في المنطقة - ويبلغ إنتاجها قرابة 100 ألف برميل يومياً، إنها تحقق في المزاعم ودفعت سلسلة الهجمات هذه ب(أجيب) و(شل) إلى تعليق الإنتاج في بعض منشأتهما النفطية في نيجيريا يُذكر أن نيجيريا هي رابع أكبر مصدر للنفط إلى الأسواق الأمريكية، وثامن أكبر مصدر على المستوى العالمي، وساهمت مثل هذه الهجمات في تأجيج أسعار النفط.
وانخفض بحدة معدل إنتاج النفط من (دلتا النيجر) بواقع الثلث، خلال السنوات الثلاثة الأخيرة، للتفوق بذلك أنغولا على نيجيريا من حيث الإنتاج وبحسب تقرير (الوكالة الدولية للطاقة) في يونيو الجاري، تراجعت الطاقة الإنتاجية للدولة الأفريقية إلى 1.8 مليون برميل في اليوم، من 2.6 مليون برميل في 2006 ودفعت القلاقل السياسية في كل من نيجيريا وإيران وهما عضوان بمنظمة الأوبك بالأسعار لتجاوز سقف 70 دولاراً هذا الأسبوع.
ويرصد جون دفتريوس، معد ومقدم برنامج أسواق الشرق الأوسطCNN، انطباعاته ومشاهداته أسبوعياً حول الأبعاد الاقتصادية لأحداث إيران ويطرح من خلالها، وبلغة مبسطة، رؤيته لاقتصاد المنطقة، انطلاقاً من خبرته الطويلة في الصحافة الاقتصادية حيث يقول: تدخل إيران هذه الأيام منعطفاً حاداً، لا يشكل الاقتصاد ركناً أساسياً فيه، بل الهموم السياسية الناجمة عن تبعات الانتخابات الرئاسية، إذ يرى البعض أن ما يحدث اليوم يجعل مستقبل هذه الجمهورية الفتية على المحك.
وأضاف: لكن يجب على الجميع أن يدرك بأن العبارة التي أطلقها الخبير السياسي الأمريكي، جيمس كارفيل، عام 1992 في عهد الرئيس السابق، بيل كلينتون، وهي (إنه الاقتصاد أيها الغبي) تنطبق على الوضع في إيران ويمكن القول: ان ما يحدث ناجم عن سوء إدارة ثروات البلاد الضخمة ومواردها الطبيعية في ظل العزلة التي تعيشها حالياً بسبب إصرارها على السير قدماً بالملف النووي.
فوفقاً لتقديرات منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، تتمتع إيران بثاني أكبر احتياطي مؤكد من النفط والغاز في العالم ورغم أنها حققت نسبة نمو جيدة في السنوات الخمس الماضية، عند مستوى 5.7% فإن هذه الوتيرة تبقى غير كافية في دولة نامية، خاصة وأن أكثر من مليوني إيراني يدخلون سوق العمل سنوياً للبحث عن وظائف ومتطلبات حياتية أخرى.