إلى مفلح الكايد بمناسبة البرج.
* * *
أتذكر إذ كنت طفلاً صغيراً من البدو؛ نظعن نحو الفيافي البعيدة، نسيرُ النهار، نحطّ في أولات المساء، أو نستريح قليلاً ثم نشدّ الرحال؛ لنقطع في الليل نصف المسافة نحو المراعي الوفيرة..
يباغتنا القيظ، نأوي ل(ظل بطون الجمال) إن باغتتنا الظهيرة!!
* * *
ثم نبدأ رحلتنا السرمدية نحو البروق التي تتلامع عبر سماء الجزيرة..
* * *
حينما يدلهم المساء كنت أرنو إلى أي ضوء بعيد: (أقول أي المدائن تلك؟! جفور، عرعر أم الجوف؟! فأي دليل بهذا الحماد
أيا أي هذي الحياة المريرة؟!
* * *
أقول اقتربنا قليلاً لهذي البلاد
فهذا (عمود الحماد) وهذي الحدود الأخيرة
* * *
قلت لا لا نحثّ المُطيّ إلى (نقرة الجوف)
إذ تعانق فيها النفود الحماد فهي بطن هذي الكره الأرضيّة المستديرة.
* * *
أيمنت، أيسرت، غربت، شرقت، فكّرت، رفعت عيوني نحو السماء الكبيرة؟
* * *
أبصرت (برجاً) بأعلى السماء..
يطعن الغيم..
يضيء بوادي الحماد..
ويدعو إلى الحب والنبل..
والوعي كل دروب الرشاد
* * *
تحايا لمَن فكّر فيه، ولمَن صمّمه
تحايا ل(مفلح)، للبرج، للجوف، لكل العقول المنيرة..
* * *
إشارة أخيرة، خارج النص..
* * *
* أوضح لي الصديق عضو نادي الجوف الأدبي، رجل الأعمال الفاضل مفلح الكايد أن البرج ينهض أساساً، ليس على القواعد الأسمنتية بل على قواعد الثقافة واللغة والفكر؛ لأنه يتكئ على (مركز ثقافي)، وهذه فكرة نبيلة؛ لأن النهوض الحضاري ما لم تدعمه الثقافة فهو سريع الانهيار ف(تحية لمفلح) وإنجازه العظيم.