الطائف - محمد الفعر
انطلقت مؤخرا على مسرح مركز الملك فهد الثقافي البروفات الأولية لمسرحية (امرؤ القيس) والتي سيتم عرضها في مهرجان سوق عكاظ الثقافي بالطائف خلال هذا الصيف وتتميز المسرحية الاستعراضية التاريخية بضخامة إنتاجها حيث كتبها الكاتب (محمد العثيم) ويخرجها المخرج الدكتور (حسين المسلم) عبر ثلاث جدائل درامية محورية كل واحدة منها تعتبر بطولة مكتملة بذاتها، وتتعاشق الجدائل الثلاث في عمل استعراض مبهر يشترك فيه قرابة الثلاثين من الممثلين، وقد استخدمت في العرض كافة المكملات الفنية بصرف إنتاجي كاف يليق بمهرجان العرب الأقدم سوق عكاظ حيث نبتت بذور الثقافة والبلاغة العربية وتعرض قصة المسرحية ثلاثة محاور، يتمثل المحور الأول حول ملك دولة كنده (حجر بن الحارث والد امرئ القيس)، فيما سيتعرض المحور الثاني لكاهن كنده ويختتم المحور الثالث بمربي امرئ القيس، وسيقوم ببطولة المسرحية عدد من الممثلين يتقدمهم عبد المحسن النمر وعبد الله عسيري وإبراهيم الحساوي بمشاركة مشعل المطيري، وسيتخلل العرض المسرحي أحداث جانبية وأغاني وأشعار تحتفي بشاعر العرب الخالد.وذكر مدير مجموعة هاي لوك الإعلامية المنتجة للعمل عمرو جابر القحطاني. الذي قال: حرصنا على استقطاب أبرز الأسماء في العالم العربي لهذه المسرحية سواء الممثلين أو الكوادر الفنية، فالأزياء صممتها المصممة السورية سحاب الراهب التي تعد من أفضل مصممي الأزياء التاريخية، فقد قامت بتصميم أزياء الشخصيات في كثير من الأعمال الدرامية التاريخية، أما الماكياج فأسند إلى أفضل متخصص على مستوى الخليج وهو الماكيير البحريني علي سيف، ووقع الاختيار على المخرج المسرحي المبدع البرفيسور حسين المسلم ليقوم بمهمة الإخراج، ويساعده المخرج الدكتور شادي عاشور والمخرج أسامة خالد.كما أكد القحطاني على أهمية هذا العمل لكونه يعد نقلة واضحة في تاريخ المسرح السعودي سواء على مستوى التأليف أو الإخراج أو التقنيات المستخدمة وكذلك الإنتاج، ويشترك في تمثيل مسرحية (امرئ القيس) عدد آخر من الممثلين وكورال مكون من أكثر من (30) شابا للحركات المصاحبة كما تم الاتفاق مع شركات عالمية متخصصة في مجال الضوء والصوت، ويتخذ العمل على يد مخرجه (حسين المسلم) الأسلوب المبهر مع حوارات وأشعار وأغاني مصاحبة، كما توجد في العرض أحداث درامية حادة تحقق لكل غرض الطقس المسرحي الحي وتتفجر بؤر الصراع البينية أثناء الأيام الأخيرة من دولة كنده عام (540م) وهي مرحلة عرفت عند العرب بأنها أثرى مراحل تاريخ ما قبل الإسلام في الآداب والشعر بالذات، ويسقط العمل من هذه المرحلة على موضوع الحال العربي ليعيد السؤال هل التاريخ يعيد نفسه.
إلى ذلك أوضح مؤلف المسرحية محمد العثيم سبب اختياره للشاعر امرئ القيس الذي يكمن في خصوبة البيئة التي عاش فيها هذا الشاعر سليل ملوك كندة في نجد، حيث عاش أكثر من أربعين سنه توازي أربعمائة سنة بما جرى فيها من أحداث، ويقول العثيم: هذا لا يعني أننا نقدم عرضاً تاريخياً، أو سياسياً فقط، بل نقدم عرضاً مدهشاً يحتوي على الكثير من المعلومات، والقيم الجمالية التي يجب أن يتمسك بها الإنسان العربي، وهو عمل يكشف جماليات وقيم العرب الأصيلة، وهذا العرض لا يستهدف النخبة المثقفة فقط بل يستهدف الجمهور.
و أبان المؤلف بأن مسرحيته تتكون من ثلاث لوحات تتحدث الأولى عن الجو العام لمملكة كندة التي هي الإطار العام للأحداث من خلال مجلس الملك، أما اللوحة الثانية فتتكلم عن الصحراء باعتبارها مكان حياة ومعيشة وحب وجمال لأهلها، بينما تتحدث اللوحة الأخيرة عن اجتماع القبائل المتفرقة وتوحد صفوفها ومطالبة دولة كندة بتأمين طرق التجارة بعد أن قطع الصعاليك والمشردون طرق التجارة وساءت أحوال الاقتصاد والتجارة في ذلك الوقت وأشار المؤلف إلى أنه اختار مقتطفات من أشعار امرئ القيس التي تتمحور حول الفروسية والشجاعة والوصف إضافة إلى أن أجزاء شعرية من معلقة هذا الشاعر الفذ ستزيد من البعد الجمالي للنص المسرحي،وعن أوقات العرض قال العثيم بأنه سيستمر لمدة أربعة أيام بمعدل ساعة لكل عرض بدءاً من حفل افتتاح السوق في الحادي والعشرين من رجب المقبل برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز..
يذكر أن مجموعة هاي لوك الإعلامية تعتبر من المجموعات التي لها تجارب في مجال المسرحيات وقدمت مؤخرا مسرحية (تحت الأرض) من تأليف محمد العثيم والتي حصلت على جوائز في مهرجان الجنادرية (25).