بسباسة و(بسباسة) و(وردة) و(نعناعة) و(ريحانة) وغير ذلك من الأسماء النسائية التي لها ما يقابلها من أسماء النباتات الربيعية أو الموسمية التي منها ما له رائحة طيبة وشكل جميل، ومنها ما له مع رائحته ومنظره طعم لذيذ يستملحها الشعراء ويستعيرون منها اسماً لمن يريدون التشبيب والتغزل به.
ولقد لاح لي بيت شعر فيه اسم (بسباسة)، ولكن قبل أن أذكره وقائله أرى أن نقف على معنى بسباسة وصحة لغتها، فعند ابن منظور في لسان العرب: البسباس من النبات الطيب الريح - واحدته بسباسة وهي بقلة معروفة عند العرب - قال ابن زياد: البسباس طيب الريح يشبه طعمه طعم الجزر، قال: وبسباسة اسم امرأة ولم يذكر شاهداً من الشعر على ذلك.
قلت وكذلك في ورقه شبهٌ لورق الجزر، ونحن في منطقتنا سدير وربما في غيرها نلتقط البسباس من بين الأعشاب الربيعية ونأكله مستمتعين بلذة طعمه ورائحته.
أما الشاهد على وجود لفظة بسباسة في الشعر العربي فنجده عند من صنف مع أقدم الشعراء ألا وهو الشاعر الجاهلي امرؤ القيس جندب بن حجر بن الحارث بن عمور بن حجر آكل المرار وامرؤ القيس لقبه وبه اشتهر من بين ألقاب كثيرة لقب بها، وتوفي عام 540م، وذلك في قوله من قصيدة طويلة، قال شراح ديوانه أنها قرينة معلقته:
وقد زعمت بسباسةُ اليوم أنني
كبرتُ وأن لا يُحسنَ السرّ أمثالي (1)
والسّر كما هو شرح الديوان، ما يكون بين الرجل والمرأة - ويروى لا يحسن اللهو وهذه ألطف في لغة الغزل.
* * *
(1) ديوان امرئ القيس تأليف حسن السندوبي صـ 159 الطبعة الثالثة عام 1373هـ - 1953