مات مايكل جاكسون، فترنح الإعلام التقليدي، المسموع والمشاهد والمقروء على الورق!
الترنح لم يكن حزناً على نجم البوب الراحل، ولكنه كان بسبب اللكمة الخطافية التي وجهتها الصحافة الإلكترونية لمنافسيها في الساحة الإعلامية.
الخبر الذي تناقلته وسائل الإعلام في كل الدنيا كان السبق فيه لموقع TMZ.com، ولم يستطع الآخرون نشر الحدث إلا بعد ساعتين من انفراد الموقع المذكور برحيل المغني الراقص.
الحدث أعاد للأذهان التحدي الخطير الذي بات يمثله الإعلام الإلكتروني في مواجهة الإعلام التقليدي، فالمسألة لم تعد فقط مجرد (فرق سعر) في قيمة الخدمة الإعلامية، وهو ما يرفع بالتدريج قيمة الصحافة الإلكترونية، لكن قوة الصحافة الإلكترونية تأكدت بشكل قاطع في سرعة الوصول للحدث، كما تأكدت قوة المصداقية في طرحها بعد أن ظلت فترة طويلة محل شك في ما تتضمنه من أخبار.
لكن أصحاب الإعلام التقليدي مدوا لسانهم ساخرين من الصحافة الإلكترونية! ويعود السبب إلى الارتباك الذي حدث في الشبكة الإلكترونية عقب إعلان وفاة مايكل جاكسون، فقد عانى الداخلون للإنترنت من الحصول على المعلومات عن صحة الخبر، وتكعبلت خطوات (جوجل) - أقوى محركات البحث في العالم - وهو يحاول الاستجابة للراغبين في العبور إلى مواقع الأخبار المتابعة لحالة جاكسون، لقد فشلت عمليات البحث لعدة ساعات، والسبب أن الهجمة من مستخدمي الإنترنت كانت أكبر مما توقعه (جوجل)، فاستسلم العملاق مكتفياً بعبارة (رسالة خاطئة)!!
مناصرو الإعلام التقليدي لا يكتفون بما حدث عند وفاة جاكسون بل يشيرون بسخرية إلى الانهيار الذي حدث في الإنترنت وفي (جوجل) عند متابعة نتائج الانتخابات الأمريكية، وأشاروا لما عانته الشبكة من ضعف وتهالك، بل أعادوا للأذهان ما فعله الهاكرز يومها باختراقهم لموقع جوجل ثم اقتحامهم من خلاله لأجهزة الكثيرين ممن كانوا يتابعون نتائج الانتخابات!
طبعا الإعلام التقليدي يتعزى بالترنح الذي أصاب النت في بعض الحالات، لكن هذا لا يلغي أن صحافة النت باتت تحقق السبق والانتصار يوماً بعد آخر، وأصبحت أقدامها أكثر ثباتاً على الأرض بشكل لا يمكن أبداً التغاضي عنه.
Shatarabi@hotmail.com