Al Jazirah NewsPaper Thursday  02/07/2009 G Issue 13426
الخميس 09 رجب 1430   العدد  13426
هذرلوجيا
يوم (الجدّ) العالمي
سليمان الفليح

 

تحتفي دول العالم بأيام محددة من السنة لتذكير مواطنيها برموز لها دور في حياة الإنسان وخدمته لذلك اخترعت يوم الأم ويوم الطفل، ويوم العمال، ويوم الشجرة وأيام لا نعرفها لدى شعوب أخرى لأنها لا تعنينا أصلاً ولكن الأيام التي ذكرتها جديرة بالاحتفاء والتذكير والتقدير أيضاً شريطة ألا تعني لنا (عيداً) كمسلمين لأن عيدينا فقط هما عيد الأضحى وعيد الفطر فقط، أما بقية الأعياد فهي مجرد بدعة، ما أنزل الله بها من سلطان ولكن (الأيام) التي ذكرتها فهي للتذكير ليس إلاّ. فمَن منا لا يريد أن يتذكر أمه في زحمة الحياة وكثرة الانشغال والركض اللاهث خلف لقمة العيش والأسفار في أصقاع الدنيا مع أنني أجزم أن لا أحد ينسى أمه دوماً ولكن إذا طال الغياب وكانت أمه لدى أحد أشقائه أو في مدينة بعيدة عن المدينة التي يقطنها - وفي زمن والعياذ بالله ينشغل المرء فيه حتى عن أقرب الناس لديه أقول إن يوم الأم يذكره بواجبه تجاه جميع أهله وأرحامه وأقربائه وأصدقائه أيضاً وكذلك يوم الطفل يذكرنا ب(نواوير الحياة)، أو طيور الجنة الأطفال إذ ليس هنالك أجمل من ابتسامات طفل بريء، وكذلك يوم العمال الذي يذكرنا بالرجال الذين يكدحون تحت سياط شمس القيظ ولسعات برد الشتاء ليعمروا الأرض ويوفروا الرفاهية للآخرين وكذلك أيضاً ليس هنالك أروع من زراعة شجرة تمنح الظل وتطرح التمر وتزين الحياة.

***

بالطبع هذه أيام شعوب العالم المتحضر التي تبعث على الفرح والاحتفاء أما أيامنا -نحن العرب- فهي تبعث على الحزن والأسى وشلالات الدم بين بعضنا بعضاً بدءاً من يوم (السلان) الذي اجتمعت فيه معد على ربيعة ويوم جراد لهمدان على ربيعة ويوم خزازى لربيعة على مذجح ويوم الكلاب ويوم أوارة ويوم بزاخة ويوم بارق ويوم قلج ويوم نطاع ويوم كنهل ويوم الاثلب ويوم ساجر، ثم أيام البسوس المشئومة بين بكر وتغلب كيوم النهي ويوم الذنائب ويوم تحلاق اللمم (قضه)، ثم أيام داحس والغبراء (الغبراء فعلاً) بين عبس وذبيان، ومن هنا يمكننا القول: ألاحظتم أيها الإخوة القراء الفرق بين أيامنا وأيامهم؟!

***

بالطبع كان ذلك في تاريخنا الجاهلي الأسود الذي لولا نور الإسلام لبقي أسود إلى يومنا هذا، ولكن رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته وتابعيه قد أشرقوا بتاريخ العرب ب(أيام الجهاد والفتح ونشر الرسالة المباركة فأصبحنا نتذكر أيام أحد وبدر وحنين وتبوك ومؤتة واليرموك وذات السلاسل والقادسية كأيام مشرقة من تاريخنا المضيء.

***

يبقى القول أخيراً وقد ذكرت أيامنا السوداء والبيضاء، وذكرت أيام احتفاء عالمنا المعاصر ب(يوم الطفل، ويوم العمال، ويوم الأم، فلا بأس أن أضيف من (عندياتي) يوماً يخصنا نحن دون سوانا في الخليج والجزيرة العربية ألا وهو (يوم الجدّ) إذ ما شاء الله تزخر بيوتنا أيام الخميس أو الجمعة أسبوعياً بزيارة أولادنا وأولادهم وبناتنا وأولادهن إلى جناب الجدّ المبجل -أو البيت الكبير - ليتحول إلى ما يشبه المدرسة الابتدائية وهذه عادة حميدة والحمد لله والتي ستضاعف عندي بعد زواج ولدي (باسم وأسامة)

هذا اليوم والله الموفق.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد