هذه القصيدة هي آخر ما جادت به قريحة شاعر عركته الحياة؛ فاعترف ببلوغه الخمسين عاماً؛ فظهر ذلك جلياً في ما عبرت عنه قصيدته تلك من آمال ظفر بالبعض منها وافتقد آمالاً أخرى..
|
اقرؤوا معي ما حملته قصيدة الزميل مشعل الجبوري من تجارب وحكم وأمانيّ، وتأملوا ذلك، وفيما رآه من نور أمل قادم في وجه حفيده (مشعل) حيث قال:
|
مشيت صوب الجدي واشوف برق يلوح |
وصار العجاج بطريقي واحسب انه غيوم |
وشفت الأمل فيك يا مشعل وكل الطموح |
من بعد رجواي للي فوقه خلقه رحوم |
يوم ادفع الاكل في حلقي وعيا يروح |
أسباب كثر المشاغل مع كبار الهموم |
اقنص ببعض الطيور وسببت لي جروح |
ما هي التبع واللزيز ابي النوادر تحوم |
لو كنت الوح وانادي واعتلي كل لوح |
فقدت روس الحرار اللي تسد اللزوم |
اولهن اللي درع وسط الحباري يزوح |
وآخرهن اللي وقع من فوق قبا قحوم |
قالوا جمل قلت ليه يقاد مثل المسوح |
شد الرسن واقصره يا اللي ركبت العزوم |
يريد يصهل ولكن صاب صوته بحوح |
لو يسحب السيف بدري وسط سيفه ثلوم |
وراع العباه الرفيعه كان فيها شروح |
لا بد تظهر عليه الظهر زرق النجوم |
الاختبار الذي يظهر رسوب ونجوح |
الفرق بالفعل ما هو ازوال وسط الهدوم |
مسيرتي يا حفيدي منتصف قرن شوح |
يا كم صعب عبرته في قوي العزوم |
مشيت مع جيلي اللي كل منهم نصوح |
اكره نزول المطامن واعتلي للرجوم |
كنت العشا بالعشا ثم الصبوح بصبوح |
واليوم جبت الغنايم مع رجال قروم |
من عقب بيت الشعر شدنا طوال السطوح |
وافواد من فضل ربي ما لها من يسوم |
ولا قعدنا مع اللي قاصرين الشبوح |
مع كل واجب نفز لكل ناصي نقوم |
اللي دفع حر ماله بالنهايه ربوح |
واللي بذل كل جهده ما تقفاه لوم |
للعمر حد وفاصل ما لنا عمر نوح |
يا غير رب خلقنا ما من احد يدوم |
انا احمد اللي جعل قلبي فطين سموح |
ما يحمل الحقد الاسود أو تكبر وزوم |
يا حلو قرب الاسود وحلو فرقا النبوح |
طعم العسل ما يشادي قاتلات السموم |
يا حلو خوة هل المعروف واهل المزوح |
ويا زين فرقا الذي صار الردى فيه كوم |
|