Al Jazirah NewsPaper Saturday  04/07/2009 G Issue 13428
السبت 11 رجب 1430   العدد  13428

أعرب ما فوقه خطأ
د. إبراهيم بن عبد الرحمن التركي

 

كنا في الصف (الثالث المتوسط) بمعهد عنيزة العلمي، وأعطانا الشيخ محمد الصالح العثيمين 1347-1421 هـ - وكان مشرفا على الإذاعة والنادي - بيتا شعريا لإعرابه: (مفردات وجملا):

كلاهما حين جد الجري بينهما

قد أقفرا، وكلا أنفيهما رابي

** كان اختبارا من كبير، وتحديا أمام صغار؛ فلم يقلل من شأنهم، ولم ييأسوا من أنفسهم؛ فحاولنا، ونجح بعضنا، ولعله - لو عرض اليوم على متخصصين - سيعجزهم، ولكن طلابا يدرسون عند عالم عظيم بقامة الشيخ أبي عبد الله - عليه رحمة الله - لم يكونوا ككثير من أبنائنا الذين يسعدهم من يسهل ويدلل، ومن يختصر ويبتسر، وفي ظل أنظمة اختبارات (متواطئة) لا تدع مجالا لغير التفوق، ولو أعيت متخرجيها مبادئ يتجاوزها الجادون في أولى مراحل الطلب.

** تداعت الحكاية إلى الذهن، والإذاعة تبث خطابا مختصرا لمسؤول يحمل درجة الدكتوراه ؛ فلا يقيم فعلا ولا فاعلا، ولا يفرق بين مفعول به ومضاف إليه، مع أنه يقرأ من ورقة (مشكولة) بدلالة طريقة النطق ومناطق الوقف، ولا يلام؛ فاللغة آخر الاهتمامات، ولم يعش في زمن قُنِّعَ فيه عامل الخليفة سوطا لأنه لحن، ولا في زمن يعلن فيه التعليم قضية وطنية لمواجهة ضعف المخرجات؛ لا في العربية وحدها، بل في العلوم والرياضيات واللغة الإنجليزية وحتى المواد الشرعية والاجتماعية، ودون أن يبدو حراك جاد لتغيير المقررات، وغربلة المعلمين والمعلمات، وتطوير الأنظمة، والتفكير بالمعضلات التي سيواجهها جيل لم نخلص في اختيار واختبار وسائط المعرفة أمامه.

** لنعد إلى البداية؛ فقد أثمر جهد الشيخ - غفر الله له - في استنهاض همم طموحة فكرت وقدرت، وحاولت وأخطأت، ثم بقي في مقدمة ذواكرهم ما يشفع لهم إن عتبوا على المؤسسات التعليمية أن لم تعد تحفل بنوعية المدرسين والدارسين إلا في خطط واستراتيجيات تصلح للعرض في بيانات الناطقين الرسميين الذين اعتادوا على (التمام والكمال).

** لم يكن جيلنا (مختلفا)، وما كان جميعنا متميزين، لكنها (نظرية التحدي والاستجابة)؛ فإما أن نتعلم بسعي ووعي، وإلا فسنصطف إلى جانب الجيل الذي حرمته ظروف المرحلة إمكانات تطوير ذواتهم، وما كانوا عاجزين، أما أبناؤنا فأي تحد يشعرون به، وهم يجدون الخدمات تتسابق تحت أقدامهم؛ لتوفر لهم ما لم يحلموا به أو يفكروا بتوفيره ؟.

** ينام شبابنا حتى منتصف الليل - كما قال صديق -، ثم يتجولون حتى رابعة النهار، ونهمس لهم - حين يستيقظون - أن الجامعة والبعثة والوظيفة والسيارة والتذكرة ورقم الحساب في انتظارهم؛ وعليهم (فقط) تحديد النوع واللون والوجهة؛ أفلسنا الجانين؟ أو ليسوا مجنيا عليهم ؟ ثم من يعلق الجرس؛ فهنا ميدان الإصلاح بعيدا عن المؤدلجين الذين أضافوا التخدير للاسترخاء فنام الشباب أو نأوا.

* المستيقظون لا يحلمون.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد