الجزيرة - الرياض
في خطوة لافتة للنظر وفي حين تبذل الكثير من الشركات جهوداً كبيرة لجدولة ديونها قامت شركة مملكة التقسيط الأسبوع الماضي بتسديد كامل قيمة صكوك طرحتها وأقفلتها عام 2006م في أسواق المال العالمية وأقبل عليها مستثمرين من أوروبا وماليزيا ودول الخليج العربي، وهي صكوك مضمونة من قبل مؤسسة التمويل الدولية I.F.C عضو مجموعة البنك الدولي ومدعومة بعقود الإجارة لعقارات طورتها دار الأركان، ومهيكلة وفق أحكام الشريعة الاسلامية أصدرتها الشركة لرفع قدراتها التمويلية لإقراض المزيد من المواطنين لشراء مساكن لهم بأقساط شهرية تقارب قيمة الإيجارات التي يدفعونها لمساكن لا يملكونها.
وقال الأستاذ هذلول الهذول المدير العام لمملكة التقسيط: إن طرح وإقفال وسداد الصكوك التي أصدرتها الشركة يدل على قوة السوق السعودية عموما والعقارية منها على وجه الخصوص التي حظيت بثقة المستثمر العالمي بهذه السوق الواعدة الذي أثبتنا له وللمستثمر المحلي من خلال التجربة النموذج أن سوق الصكوك السعودية سوق آمنة ومربحة ومجزية وتستند إلى اقتصاد قوي ومؤسسات تعمل بمهنية واحترافية عالية وفق خطط تستند إلى دراسات علمية مستفيضة.
الأستاذ عبداللطيف الشلاش العضو المنتدب لشركة دار الأركان قال: إن شح آليات التمويل في السوق العقارية السعودية وآثاره السلبية على مسيرة التطوير العقاري المؤسساتي المخطط دفع شركة دار الأركان لاتخاذ جملة من الخطوات علاجية منها استحداث وحدة لتمويل المواطنين الراغبين بشراء مساكن لهم طورتها الشركة وتحويل هذه الوحدة الى شركة منفصلة بمسمى (مملكة التقسيط) بهدف بناء سجل إقراضي معياري لغرض استكمال دورة تمويل إسكاني متكاملة وناجحة باللجوء إلى أسواق المال العالمية لتكون نموذجا في استكمال دورة تمويل إسكاني متكاملة وناجحة لتحفيز التطوير العقاري المؤسساتي تدعم ما تقترحه الشركة من حلول لمعالجة المشكلة الإسكانية المتفاقمة في بلادنا نتيجة ندرة التطوير العقاري المؤسساتي، وهو ما تحقق عبر جهود سنوات طويلة ومضنية ليتم بناء سجل إقراضي معياري حفز مؤسسة التمويل الدولية لتبني الفكرة وتقديم ضمان مالي يصل لـ 100 مليون ريال لطرح صكوك إسلامية من قبل شركة مملكة التقسيط لإعادة التمويل بما يمكنها من إقراض المزيد من المواطنين لشراء مساكن لهم، ولتشكيل النموذج الناجح القدوة المحفز لسوق التمويل الإسكاني في بلادنا، مبينا أن الشركة السعودية لتمويل المساكن (سهل) التي تأسست عام 2007م برأس مال ملياري ريال والتي تشارك بها مملكة التقسيط بنسبة 40% مع كل من البنك العربي الوطني ودار الأركان ومؤسسة التمويل الدولية هي ثمرة جهود الشركة ونجاح نماذجها في تمويل الأفراد وإعادة التمويل من الأسواق المالية.
وأكد الشلاش أن نجاح مملكة التقسيط في سداد قيمة الصكوك في الوقت المستهدف دون تأخر إنما يدل على سلامة الخطط التي وضعتها شركة مملكة التقسيط بالتعاون مع شركة دار الأركان لتطوير المنتجات التمويلية جنبا الى جنب مع تطوير المنتجات العقارية في السوق السعودية، والتوجه للاستثمار في هذا الجانب رغم المغريات الاستثمارية خارج المملكة لقناعة القائمين على الشركتين بالسوق العقارية السعودية على اعتبار أنها سوق طلب حقيقي لم تشهد تضخما كبيرا كما هو في الدول الأخرى، وأن الاستثمار فيها يحقق جملة من الأهداف لصالح المساهمين والمستثمرين والمواطنين والوطن بالمحصلة، حيث يحقق المساهمون بالشركة والمستثمرون بأدواتها من صكوك وصناديق استثمارية أرباحاً مجزية ومتنامية في أقل درجة مخاطرة ممكنة، وحيث يتمكن المواطن من شراء المسكن الملائم في مقتبل العمر بضمان دخله الشهري، وحيث ينعم الوطن بسوق عقارية قادرة على تقديم منتجات عقارية في متناوله سعرياً وعالية الجودة ومتعاظمة القيمة بما يحقق مبدأ تراكم الثروات لصالح الأفراد والوطن بمرور الزمن بدلاً من تبديدها.