الجزيرة - محمد بدير
في خطوة تنافسية مع بعض البنوك الخليجية، ومنها بنوك سعودية، أعلن البنك الإسلامي البريطاني عن إطلاق خدمات العملاء الخاصة المصرفية، التي تستهدف في المقام الأول استقطاب الأثرياء وكبار الشخصيات في الشرق الأوسط ودول الخليج العربي. حيث يقوم البنك بتقديم خدماته والتسهيلات المصرفية من خلال مكتب مخصص لهذا الغرض يقع في لندن، يتواجد به كادر من الموظفين من ذوي الخبرة المصرفية الخاصة الذين يتحدثون اللغة العربية بطلاقة. كما توفر هذه الخدمة مجموعة من الخدمات منها: الخدمات المصرفية الشخصية الخاصة من خلال مديري علاقات خاصة لخدمة العملاء.
وتنافس هذه الخدمة التي أطلقها البنك الإسلامي البريطاني هذا العام الخدمات المماثلة التي درجت بعض البنوك السعودية خلال مواسم الصيف السابقة إلى تقديمها في بريطانيا وبعض الدول الأجنبية التي تكون وجهة سفر كبار العملاء، والتي يتم بموجبها تعيين بعض الممثلين عنها للتواجد في بعض البلدان (وأهمها لندن) خلال فترة الصيف لخدمة كبار العملاء، أصحاب الأرصدة الكبيرة.
وقد صرحت مصادر البنك الإسلامي البريطاني بأن انطلاق خدمة المصرفية الخاصة للزبائن العرب في الشرق الأوسط والخليج العربي، تمت استجابة للطلب المتزايد من الزبائن المحتملين في الخارج وعلى الأخص في الشرق الأوسط، وأنها سوف تقدم للكثيرين من المستثمرين المحتملين الراغبين في شراء عقارات سكنية في المملكة المتحدة بسبب انخفاض الأسعار في الوقت الحالي وتدني سعر صرف الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأميركي. إضافة إلى أنها تلبي رغبة المستثمرين والراغبين في شراء المنازل السكنية طبقاً للشريعة الإسلامية دون الدخول في أي معاملة ربوية.
وفي هذا الصدد قال سلطان تشاودري، المدير التجاري في البنك الإسلامي البريطاني: (إن البنك يضمن لجميع عملائه أن مصدر الأموال التي يستخدمها البنك هي حلال مائة في المائة، وأن البنك لا يتعامل بالفوائد والمعاملات الربوية بتاتاً).
كما سيكون في متناول عملاء الخدمات المصرفية الخاصة المميزة التي يقدمها البنك مجموعة من منتجات التمويل السكني تناسب ظروف كل العملاء، ويشمل ذلك العرض الخاص للتمويل السكني، حيث إن الأجرة ثابتة ومعدلها يبدأ من 3.99%، مع رسوم منخفضة جداً لتقديم الطلب فقط 299 جنيها إسترلينيا. كما أن هذه الخدمة تمنح العملاء ميزة الحصول على مبلغ أكبر من التمويل المالي السكني والذي يبدأ من 250 ألف جنيه، ويصل إلى غاية 5 ملايين جنيه إسترليني لكل عميل.
في الوقت الذي تتاح فيه لكل العملاء الذين يحققون المعايير المطلوبة.
ولقد تم تصميم التمويل السكني طبقاً للشريعة الإسلامية على مبدأ المشاركة المتناقصة مع الإجارة، حيث يشتري كل من البنك والعميل المنزل معاً كشريكين، ويشتري العميل حصة البنك في المنزل تدريجياً مع مرور الوقت من خلال دفعات شهرية، حيث إن حصة البنك تتناقص مع كل دفعة وحصة العميل تتزايد. كما يقوم البنك بتأجير حصته للعميل مقابل إيجار شهري.
من جهة أخرى حظي برنامج التمويل الإسلامي الذي طرحه البنك الإسلامي البريطاني مؤخراً بقبول كبير في أسكتلندا، حيث قال أوين كيلي، الرئيس التنفيذي للمؤسسة المالية الاسكتلندية عقب أول مؤتمر عقد في أسكتلندا حول التمويل الإسلامي، واستضافته مؤخراً المؤسسة المالية الاسكتلندية ومجلس التمويل الإسلامي: (إننا نرحب كثيراً ببنك بريطانيا الإسلامي في أسكتلندا، الذي يسعى لتثبيت أقدامه باعتباره مزوداً لبرامج شراء المساكن المتوافقة مع الشريعة الإسلامية، ما يضيف خياراً آخر للعملاء المصرفيين في أسكتلندا، ويوسع نطاق المؤسسات العاملة في هذه الصناعة).
في الوقت الذي أشار فيه سلطان تشاودري المدير التجاري للبنك، في معرض تعليقه على جاذبية المنتج الذي يقدمه بنك بريطانيا الإسلامي، إلى أنه يسعدهم أن يتمكنوا من تقديم تمويل سكني تنافسي وأخلاقي للعملاء الأسكتلنديين، لا سيما في هذا الوقت الذي يبحث فيه الناس عن بدائل مستقرة نتيجة الحالة القائمة من عدم اليقين بالمؤسسات المصرفية التقليدية.