كثيرون هم الذين يتوقعون أن جهاز الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. يعيش بلا إستراتيجية ويسير بلا خطة ويعمل بلا نظام يحكمه أو يحدد اختصاصاته.
* كثيرون هم الذين يتصورون أن عمل الهيئة يسير هكذا يسير بشكل عشوائي أو ربما وصفوه ضمن (التخبط).
* وكثيرون هم الذين يتصورون أيضاً أن رجال الهيئة.. أو أعضاءها على الأصح يتجاوزون الحدود ويقتحمون أوسع من مجالهم.. مع أنك لو سألت هذا الشخص عن حدود اختصاص الهيئة أو عن إطار عملها.. لما أجاب بكلمة واحدة لأنه يجهل ذلك، فكيف يحكم شخص على دائرة أنها خرجت عن حدود المسموح وهو لا يعرف نظام هذه الإدارة؟
* الهيئة.. أو الهيئات عبر تاريخها خاضت خصومات (ولا أقول معارك) خاضت الكثير من الخصومات والخلافات، سواء منها ما كان ظاهراً ومعلناً أو كان خفياً، ذلك أن مجال عمل الهيئة أو ميدان عملها هو الضبط وتعقب المخالفين في قضايا حساسة للغاية يسعى كل شخص لأن يتبرأ منها حتى لو كان متلبساً بها وغارقاً فيها حتى النخاع.
* الهيئة.. تضبط مخالفات وتجاوزات (مرفوضة اجتماعياً) قبل أن نقول إنها محرمة شرعاً.. وهي كذلك وبالتالي فإن كل شخص يحاول الهروب أو التنصل مما عمل ثم يحاول المواجهة والمجابهة ثم يرضخ ويستسلم ويبحث عن مخارج لأنه بالفعل متورط.
* والهيئة تعمل في مجال يجعل البعض غير راض عن أدائها أو حتى عن مجرد وجودها ولا يريد لها هذا الوجود لأن دائرة عملها وحدود اختصاصها في تقديره (مزعج) أو يتناول أموراً هو يرعى عكسها ولست هنا لأدخل في تفاصيل شيء معروف وهذا الشيء المعروف هو الذي ولّد حجم هذه الخصومات أو الخلافات مع الهيئة، فالهيئة عبر تاريخها واجهت صعوبات وخلافات وخصومات وقابل منسوبوها كل ذلك بروح عالية، قابلوها بأسلوب العلماء والفقهاء والدعاة والمصلحين الغيورين الحريصين على مصلحة الجميع.
* قابلوها بهدوء وموضوعية وتفاعلوا مع كل ما قيل وكل ما نشر وكل ما تردد في المجتمع.
* لم يحتقروا مقالاً أو رأياً أو فكراً ولم يُسفهوا طرحاً ولم يتجاهلوا أي توجه مهما كان، بل تفاعلوا مع الجميع.
* نظموا ندوات ولقاءات وورش عمل ودعوا الجميع وأصغوا للجميع بكل مشاربهم وأرادوا مشاركة الجميع في كل شيء.
* والهيئة عبر تاريخها حققت للوطن منجزات كثيرة وساهمت بفعالية بالارتقاء بأخلاقيات وسلوكيات أفراد المجتمع.
* سعت بكل ما تملك للقضاء على السلوكيات الشاذة الخاطئة.
* حاولت وعملت أن تقف ضداً صادقاً مخلصاً في وجه كل دخيل لا يريد لمجتمعنا خيراً.
* والهيئة تسير عبر إستراتيجية واضحة للجميع، لكن هذه الإستراتيجية تخضع دوماً للتقييم والدراسة وقد يحصل فيها بعض الإضافة أو التعديل (المدروس) وفق متطلبات واحتياجات كل مرحلة.
* الهيئة.. لم تقف هكذا ولم تتجمد (كما يشاع) عند نقطة معينة، بل هي أكثر الدوائر حيوية وحركة ونشاطاً وتجدداً.. وهي أكثر القطاعات متابعة ومراقبة ومحاسبة لمنسوبيها.
* ومنسوبو الهيئة أكثر الموظفين التزاماً ودقة وإحساساً بالمسؤولية وحرصاً على عملهم وحرصاً على تجويده وأدائه بالشكل الصحيح دون إخلال بهذه المسؤولية.
* ولهذا تجد دوماً تجدداً وتغييراً في المواقع القيادية للهيئات وتجد أيضاً تجدداً وتبدلاً حتى في أعضاء الهيئة في مركز واحد.
* تزور مركز هيئة وتقابل كل منسوبيه ثم تزوره بعد سنة أو أكثر بقليل فتجد أكثر منسوبيه قد تبدلوا وهذه ظاهرة طيبة لها انعكاساتها الإيجابية وهي أيضاً أسلوب إداري حديث له أكثر من فائدة.
* وجهاز الهيئات من أكثر الأجهزة احتفاءً بالمراجع وقبولاً لكل ما يقول وما يطرح، كما أن منسوبيها من أكثر الموظفين والمسؤولين إصغاءً وتفاهماً وتفهماً لكل طرح ولا أذكر أنني سمعت أو تلقيت خلال عملي بالصحافة لأكثر من أربعين سنة.. أن هناك من قال إنه راجع الهيئات وخرج بانطباع سلبي.. أو لم يلتفت له أحد أو عُومل معاملة لا تليق.
* والهيئة اليوم تتحول وتتجدد وتُغير الكثير من آليات تنفيذ عملها بعد أن أخضعت ذلك لدراسات سعياً منها لتنفيذ إستراتيجياتها وخططها بالطريقة الصحيحة المثلى.
* اليوم الهيئة تعمل بطريقة مختلفة وتتجدد وتتغير ولكنها تحتفظ بمبادئها وبثوابتها وأهدافها.
* الطريقة أو آلية العمل يمكن أن تتبدل وتتجدد حسب المعطيات ولكن الثوابت تظل ثوابت والإطار الذي تعمل فيه الهيئة هو من الثوابت وركن ركين من أركان هذا الدين العظيم.
* كلنا مع الهيئة وقد نختلف في بعض الأمور ونطرح ملاحظات ونقول ما لدينا من أمور تقبل المناقشة والحوار، أما الثوابت فهي (دين).
* أعود وأقول إن الهيئة تتمسك بالثوابت، ولكن آليات العمل وطرقه وأساليبه تتغير وتتبدل حسب الظروف.. وحسب أحوال كل زمن.. وحسب المعطيات الموجودة.. والهيئة.. من أكثر الجهات حيوية وحركة ونشاطاً وتفاعلاً مع المجتمع.