رؤية مؤسسة التدريب التقني والمهني الحديثة قادتني إلى تغيير بعض المفاهيم والتصورات السلبية عن أهمية (إعداد وبناء الخطط الاستراتيجية بعيدة المدى)، تلك الخطط المبنية على رؤى قد لا يستوعبها المجتمع حاضرا، وقد تسبب له صدمة حين تتعارض بعض أهدافها وآليات تنفيذها مع مصالح البعض.
* عقود الشراكة القوية التي أبرمتها المؤسسة مع الشركات المحلية والدولية العملاقة لم تكن حبراً على ورق، ولم تكن برامجها كمن يرقم على الماء، أو يكتب في الهواء، بل سعت إلى تطبيق عملي وقف عليها من وقف من المهتمين بالتنمية في هذه البلاد، وجهلها أو تجاهلها الكثير لأسباب ليس هذا المجال لطرحها. شبابٌ من أبناء هذا الوطن الطموح، وجد ضالته، فراح ينتهز الفرص، ويبحث عن العمل، ويتابع بعض البرامج والمشروعات الوطنية التي تستهدف بناءه.
* الشركات الوطنية والعالمية، والصناديق التي تستثمر في الإنسان يرى القائمون عليها أن الإنسان أيّاً كان هو محط الاستثمار الحقيقي، وهو الذي يجب أن يتعهد بالرعاية والاهتمام. أقول هذه المؤسسات وجدت بعض أهدافها تستجيب لها وتفتح ذراعيها (مؤسسة التدريب التقني والمهني).
* لم يكن المؤهل التعليمي الدراسي هو المحك الوحيد أو العنصر الأساس الذي تضعه المؤسسة كما هو شأن المؤسسات التقليدية، بل اعتبرت القدرات والمواهب هي التي يركن إليها ويحتكم في أي عطاء. ومن هنا كان التغيير في أهداف المؤسسة، ومن هنا ستكون النقلة المنتظرة في عوامل التنمية بمفهومها الواسع لهذه البلاد.
* الدراسات المسحية الاستطلاعية التي أجرتها المؤسسة، أو دعمت من أجراها أثبتت أن أكثر من 80% ممن يعملون من الأجانب في سوق العمل السعودي، الصناعي أو التقني تقل مؤهلاتهم عن المرحلة الثانوية، وربما كانت الكفاءة المتوسطة. هذه الدراسة جديرة بالوقوف عليها وتأملها، وإعادة النظر في مناهجنا التعليمية وخططنا الدراسية، وإلا سنصبح نغرّد خارج السرب. حجم العمالة الأجنبية في هذا السوق، والمليارات التي تصدر من هذه البلاد عن طريقهم، ومؤشرات البطالة الخطيرة التي أصبحت تشكل قلقاً وهاجسا كبيراً للمجتمع تجعلنا نقف إلى جانب المؤسسة في خططها وبرامجها وأهدافها، وأن نضع أيدينا بيدها بقوة.
* كثير من المؤسسات تكتشف الخلل وتنوح عليه، وتعقد المؤتمرات والندوات والملتقيات دون أن تبني برنامجاً عملياً لعلاج المشكلات، أما (مؤسسة التدريب التقني والمهني) فقد تألقت إلى حد كبير، وستلبي برامجها وأهدافها إن وجدت من يستوعبها من صناع القرار - تطلعات هذا المجتمع الفتي الواعد.
* من خلال ما شاهدت وسمعت ورأيت اعتقد أن عدم انتهاز الفرص من شبابنا لهذه المعطيات يعود لأحد سببين: الاتكالية من بعضهم على الغير، وعدم البحث عن منافذ العمل، أو يعود، وهو الأقرب في نظري إلى قصور التسويق الإعلامي للمؤسسة لبرامجها، ومع ذلك المقام يحتم علينا أن نقف تحية إعجاب وتقدير واحترام لمحافظ المؤسسة وفريق العمل معه. ا - هـ.
dr_alawees@hotmail.com