Al Jazirah NewsPaper Thursday  09/07/2009 G Issue 13433
الخميس 16 رجب 1430   العدد  13433
التخطيط الإستراتيجي وضرورته لمؤسسات العمل الخيري
سعيد بن محمد العماري

 

كثير من مؤسسات العمل الخيري في مجتمعنا وحتى في وطننا العربي في حاجة ماسّة لتطوير مشاريعها وبرامجها، والاعتماد على الإبداع والابتكار لتحافظ على موقعها على خارطة العمل الخيري والاجتماعي، وتستمر في عطائها وتعزز رسالتها الاجتماعية، وتزيد من فعاليتها..

..في المجتمع، وهنا تبرز أهمية وجود إستراتيجية شاملة لتحقيق رسالة الجمعية أو المؤسسة الخيرية.

والإستراتيجية من الناحية اللغوية تعني الخطة أو سبيل للعمل ويمكن تعريفها بأنها خطط وأنشطة المنظمة التي يتم وضعها بطريقة تضمن خلق درجة من التطابق بين رسالة المنظمة وأهدافها، وبين هذه الرسالة والبيئة التي تعمل بها بصورة فعَّالة وذات كفاءة عالية، ويقودنا هذا التعريف إلى أن الإستراتيجية تتطلب أن تكون رسالة الجمعية والمؤسسات الخيرية واضحة ومحددة تحديداً دقيقاً، وفي ضوء هذا التعريف فإن معظم المنظمات الناجحة تتبع إستراتيجيات مدروسة تتيح لها تحقيق رسالتها ورؤيتها وتقوم على استخدام كل الطاقات المتاحة من قوى بشرية ومادية، وتُكيّف آلياتها ودواليب عملها بما يُناسب بيئتها المميزة لها عن غيرها من المنظمات.

وهذا التخطيط الإستراتيجي يعمل لا شك على تحسين أداء المنظمة ككل، فهو يزودها بالفكر الرئيس لتكوين الأهداف وتقويمها، بجانب الخطط والسياسات، وتوقُّع أي تغيير محتمل في البنية التي تعمل فيها ووضع الإستراتيجيات اللازمة للتعامل مع هذا التغيير، ويساعد التخطيط الإستراتيجي على تخصيص الفائض من الموارد وتوقع التكلفة والعائد المنتظر من البدائل الاستثمارية المتاحة.. كذلك فإن وجود هذا التخطيط الإستراتيجي يسهم في تحديد أولويات الأهداف المتعددة والمتداخلة، ومن ثم توجيه الموارد إلى تلك الأهداف ذات الأهمية الأكبر للمنظمة وتوجيه وتكامل الأنشطة الإدارية والتنفيذية إلى الطريق الصحيح للوصول إلى النتائج المرغوبة.

ويفيد التخطيط الإستراتيجي في إعداد كوادر للإدارة العليا وزيادة قدرة المنظمة على الاتصال بالمجموعات المختلفة داخل بيئة العمل مع وضوح صورة المنظمة أمام مجموعات المصالح والمخاطر المختلفة التي تعمل مع المنظمة.

وإذا كان نجاح أي منظمة يرتكز على ما تتبعه من إستراتيجيات، فإن الجمعيات الخيرية ومؤسسات العمل الخيري تجد نفسها مطالبة باتباع إستراتيجيات تستقطب بها أكبر دعم مادي ومعنوي من الشرائح التي تستهدفها، وتقدم من خلالها أكبر الخدمات للفئات التي تسعى لخدمتها.

وتبرز أكبر العوائق أمام التخطيط الإستراتيجي بالنسبة للجمعيات الخيرية في احتياجه إلى تكلفة ووقت كبيرين فهو يحتاج إلى مداولات فلسفية عديدة من مسؤولي الإدارات العليا وإلى كم هائل من المعلومات، وهو ما قد يتطلب إنفاقاً كبيراً تعجز عنه الجمعيات الخيرية بإمكاناتها المحدودة، ورغم ذلك فإن هذه الجمعيات تملك خاصية تتيح لها حل هذه المعضلة والتغلب عليها من خلال الاستفادة من الرعايات والمتطوعين من غير تكلفة كبيرة أو مبالغ باهظة، فالعمل التطوعي سلوك قائم على دافع الالتزام وهو عمل اختياري حر دون مقابل مادي يتضمن نشاطات إنسانية واجتماعية، ويقوم بالأساس على الرغبة والدافع الذاتيين، ويهدف إلى تأكيد الوجود الشخصي في المجتمع، وتعزيز شعور الانتماء بتحمُّل بعض المسؤوليات والمهمات الاجتماعية، إلا أن القضية تكمن في أن كثيراً من المؤسسات والجمعيات الخيرية ما زالت تحبو في مضمار العمل التطوعي وكيفية الاستفادة منه رغم امتداد عمرها في العمل الخيري التطوعي سنوات طويلة وعليها تحقيق أقصى استفادة من العمل التطوعي لخفض التكلفة، فيما يبقى اختصار الوقت ممكناً متى ما استفادت الجمعيات الخيرية المتعددة في المملكة من تجاربها المشتركة في إقامة المؤتمرات وورش العمل والاجتماعات، ما يتيح تلاقح الأفكار والرؤى في سبيل صالح تلك الجمعيات والصالح العام الذي تسعى إليه كل الجمعيات والمؤسسات الخيرية في المملكة.

كاتب وباحث في مجال تنمية الموارد المالية في الهيئات الخيرية


alammri.s@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد