أحكمت (الجماعة) هيمنتها المطلقة على (الفتى) فلم تدع فرصة سانحة من الوقت إلا استغلته ليسير في ركابها، ويهيم بأفكارها، حتى غدت رؤاه الصغيرة الوليدة في الحياة وأحكامه على الأحياء هي رؤاها وأحكامها، والحق أنه لم يعد كما كان طلقاً باشاً مقبلاً على الحياة وعلى .....
....البهجات المختطفة السريعة في قريته، بل صارت تلك اللقاءات العفوية مع من حوله ممن يسميهم (عاديين) مجموعة لا قيمة لها ولا طعماً، وهي أقرب ما تكون إلى العبث أو تضييع الوقت وإنفاقه فيما لا جدوى منه، ونحن -كما يرى- محاسبون عن كل دقيقة نضيعها في غير عمل صالح أو قراءة أو دعوة أو زيارة لأخ في الله!
وهو يتذكر حين كان طفلاً لا يتجاوز العاشرة من عمره محدثاً بارعاً ذا صوت فخم، وألفاظ رنانة كبار، ومظهر حسن، تقدم المصلين بعد صلاة الفجر في صبيحة يوم شتائي قارس، احتمى من سطوته أهل القرية، الهادئة الطيبة باللجوء إلى (الخلوة) وهي بمثابة قبو أرضي، فتكلم ببراعة واسترسال عن هذا النشأ الجديد، أو ما يسميه الجيل الناشئ وما يواجهه من أخطار التغريب، وكيف ينشأ هذا الجيل جاداً مستوعباً رسالته في إعمار هذا الكون بما يزكيه ويصلحه، وذلك لا يتأتى بغير استثمار الوقت والإفادة منه، ثم اقترح برنامجاً يومياً للشاب الناشئ جاء فيه نصيب لكل ما ينشئ الشاب الحدث في أجواء إيمانية غامرة ومفيدة، تبدأ بالأوراد والأذكار، ثم قراءة كتب مفيدة، ثم زيارات وتواصل مع الصالحين ثم اهتمام بالنهوض بما هو مكلف به من أعمال بإخلاص وصدق.
لا يتذكر (الفتى) هذا فحسب، بل ربما بقي في ذاكرته من حديث ذلك الواعظ الشاب الذي لم يكن يزيد عمره على أواسط العشرينيات أنه انبرى في قوة وحماسة لينبّه على ما يكتنف هذا الجيل الجديد -أواسط الثمانينيات الهجرية من القرن الماضي- من خطار ومنزلقات فكرية، مثل التشبه بالغرب، وتقليدهم أو الإعجاب بهم، ولعلّ أكبر خطر يمكن أن يفسد أخلاق هذا الجيل هو (التلفزيون)! أول مرة يسمع فيها هذا المسمى، بل هي المرة الأولى التي تطلق فيها كلمة غريبة لا يعي معناها، فلم تكن القرية آنذاك تعرف ما هو التلفزيون، ولو تحدث أحد من الغرباء عن أن صندوقاً جماداً سيتحدث ويظهر فيه من يتحدث لاتهموه بالجنون، أو بأنه مدخول من الجان، أو به مس من أعمال السحرة والمشعوذين! هجم المحدث الشاب على ما يحمله (التلفزيون) من خطر داهم ودعا إلى عدم اقتنائه أو مشاهدته، وذكّر أن خطوة سابقة لذلك لا تقل خطراً عنه، وتحمل من المخاوف على أخلاق الجيل الجديد ما يحمل الصالحين وأهل الخير على ضبط مسار تلك الخطوة، وهي مدارس البنات التي لم يمض على افتتاحها في بعض المدن سوى سنوات ثلاث أو أربع، ولم يفتتح في هذه القرية منها مدرسة واحدة بعد!
إذن هي مواجهة مكشوفة بين الاعتصام بالاستقامة والتمسك بكل ما هو خيّر وصالح وهذا السيل الهادر المقبل من المفاسد والفتن! هكذا تخيل (الفتى) الصغير موقف مجتمعه في تلك اللحظات التي استلب فيها المحدث الشاب وجدان وقلوب مستمعيه بعد صلاة الفجر!
وما أن ختم حديثه بالصلاة والسلام على الرسول الكريم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم حتى أحاط به المصلون من كل جانب، حتى لم يعد يرى وجهه الذي كان لا يكاد يبين منه إلا ملامح يسترقها ضوء الإتريك النائي قليلاً عنه، فتظهر لحيته الخفيفة، وبياض مشوب بحمرة، وأناقة لا يخفيها مشلح الصوف البني من الوبر وقد التف به حيناً وأسدله حيناً آخر كان المصلون يتبارون ويتنافسون في دعوته إكراماً له وتقديراً وإجلالاً لمقامه، وقد نهض والد (الفتى) مع من نهض محيياً وعياً ومؤيداً ومؤمناً على ما ورد في حديث الشيخ المحدث الشاب من أفكار!
وما أن خرج بصحبة والده من (الخلوة) والصبح يوشك أن يتنفس بصقيع رطب محتشد بسحب راكنة كما هي نفسه التي تعيش حالة خاصة من الشغف بالمعرفة مع إحساس بذات صغيرة بدأت في التكون مع مشاعر الصبا المتفتحة المتوهجة التي تشبه هذا الصباح المتأبي على الإشراف والسطوع لكثافة ما يسجيه من داكن هذه السحب المرتعشة بقطرات أشبه بالرذاذ المبهج السخي إلا وسأله بشغف عمن يكون هذا المحدث الشاب؟ فقد وقع حديثه من نفسه موقعاً حسناً، وزاد على ذلك ما شاهده من احتفاء المصلين به احتفاء لا يشبه من سبقه من محدثين ووعاظ، فقال له: هو شاب متدين ينبه الناس إلى المخطار المحدقة بأخلاق أبنائهم إن هم أدخلوا هذا الجهاز الذي شبهه بالشيطان إلى بيوتهم! وهو الشأن نفسه في مدارس البنات، فجزاه الله خيراً على إخلاصه لأمته، وكثر الله من أمثاله!
يده الصغيرة تحتمي من البرد القارس في يد والده بعد أن رشّهما الندى بأول قطراته مع انتهاء أعلى درجة عند باب الخلوة، وكان يلتف بما يشبه (الفروة) في طريق ضيق يفضي إلى المنزل وقد بدأت الجدران الطينية التي تكاد تخنق هذه الشوارع الضيقة في البوح برائحتها المميزة التي أطلقها الرذاذ المتواصل المنهمر منذ ليلة البارحة، وعادت الذاكرة بالفتى إلى يوم جمعة حاشد وقد أخذ مكانه قريباً من (الروضة) وهو كما عوده أبوه يذهب مبكراً ليقرأ جزءاً من القرآن الكريم قبل أن يدخل الخطيب الشيخ الجليل صالح بن هليل - رحمه الله- وهو رجل فاضل من الورعين الأتقياء مكفوف البصر، يحفظ خطب الشيخ ابن مخضوب عن ظهر قلب، ثم يلقيها على الناس، وهكذا في كل مرة كل جمعة، وقد كتبت تلك الخطب في أزمنة قديمة ولكن الناس يستلذونها ولا يملون منها على الرغم من معرفتهم بها، أو حفظهم لها كما يحفظها الشيخ!
بعد انتهاء صلاة الجمعة نهض الشيخ عبدالله بن زيد بن محمود قاضي محاكم قطر واقفاً خطيباً وكان بجانبه الأمير عبدالله بن إبراهيم بن معمر، فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله، ثم تكلم بكلام عنيف وحاد عمن يعارض تعليم المرأة، أو افتتاح مدارس للبنات، وقد امتلأ المسجد الجامع بهم، فربما علموا بما ينوي الشيخ الحديث فيه، فنهض منهم جمع من اليمين ومن الشمال يردون على الشيخ هجومه العنيف الحاد، وقام من أبناء الجيل الجديد -آنذاك- من يتفق مع الشيخ في ضرورة افتتاح مدارس للبنات ليردوا على الممانعين من الميالين إلى المحافظة، والحريصين على عدم الدخول في تجربة قد تفسد أخلاق بناتهم -كما كانوا يعتقدون- واختلط الحابل بالنابل، وامتد الصراع في الأفكار إلى الصراع بالأبدان، فهجم الممانعون التقليديون على الشبان الطليعيين -بمعيار ذلك الوقت- واشتبكوا في معركة عنيفة، وأشار ابن معمر للشيخ أن يخرج مع باب الخطيب حيث كانت سيارة الإمارة تنتظره، وكأن هذا الأمر متوقع. وقد رأى (الفتى) عدداً من الشبان وهم يواجهون العصي المنهالة عليهم من كل جانب، وقد انطوى بعضهم منحنياً على بطنه من شدة الضرب والرفس والدعس، ولم يستطع أحد إيقاف هذه الفوضى إلا بهروب الممانعين على دوابهم التي تنتظرهم خارج الجامع وقد أثخنوا في دعاة تخريب المجتمع من التغريبيين وأوقفوا الشيخ لإقناعهم عن خطبته!
احتشدت هذه الصور (الممانعة) الرافضة كل مظاهر التحديث من التلفزيون إلى تعليم البنات في ذاكرة (الفتى) وهو يستسلم لسلطة (الجماعة) التي تتحدث بلغة حديثة وبمفهومات فكرية سياسية عصرية لا تصد عن جوانب الحياة المدنية، لكنها تريد قولبة وصياغة حداثة هذا العصر وفق مفهومات جديدة تخضع لأقنومات المنهج الذي تسير عليه الجماعة، وربما يصح القول إن فكر الجماعة لا يخرج عن ثلاثة اتجاهات رئيسة والباقي من الأفكار متفرع عنها أو مشتق منها: الحاكمية، جاهلية هذا القرن، هجاء حضارة الغرب.
يتذكر وهو بحضرتهم يقرأ عنواناً من كتاب (منهاج الانقلاب الإسلامي) لأبي الأعلى المودودي كيف خرج هذا المفكر الذي صاغ هذه المعاني لسيد قطب، ثم صاغ له أيضاً مفهومات (الإسلامية) في كل شيء من الأدب إلى نظام الحكم، كيف خرج من عباءة دارويش جماعة التبليغ التي كانت نشطة متمكنة من مفاصل الحياة الدينية في الباكستان وحتى في الهند، ومواجهة بشراسة للقاديانيين، وللوجوديين، وللتغريبيين، ولغيرهم، واختط (المودودي) له هذا المنهاج الفكري الحاد والصلب لتمتين بناء (الجماعة الإسلامية) كما سار على الطريق نفسه وإن بصورة أقل حدة أبو الحسن الندوي الذي كان أقرب إلى اللغة العربية وآدابها، هو أول من تبنى مفهوم (الأدب الإسلامي) بصياغته الحالية التي لم تتأكد بعد وفق مصطلح مطمئن غير قلق.
وهذا كتاب أبي الحسن الندوي (ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين) بين يديه يتذاكر فيه مع إخوانه في عطلة صيف طويلة والوقت ضحى وإبريق الشاي المنعنع يذهب ويجيء، وفصول من مظاهر السقوط في حضارة الغرب بالأرقام تؤكد هجاء الندوي وجماعة (ندوة العلماء) التي خرج من عباءتها مظاهر الزيف المادي الغربي، وكان غائباً عن ذهنه الناشئ آنذاك التباسات الوجود الإنجليزي المستبد لشعوب الهند طوال القرن الميلادي الماضي وآثار ذلك في الشعور بضرورة تحليق مجتمع إسلامي جديد محدد الملامح، واضح السمات، وسط طوفان الديانات والثقافات الأخرى في الهند من دينية وبوذية وعلمانية مادية.
لم تبرح صور قديمة حُفرت حفراً في ذاكرة (الفتى) وهو يتذاكر في هذه الكتب الهندية الإسلامية النابعة من جماعتين حركيتين هما (الجماعة الإسلامية) وجماعة (ندوة العلماء) عن ملامح علماء هنود وباكستانيين من جماعة التبليغ كانوا يأتون إلى القرية في تلك السنوات الثمانينية من القرن الهجري الماضي، فتوقد لهم إضاءات متواضعة من (الأناريك) في (سرْحة) المسجد الجامع، ويجلس محدثهم على (تكية) طينية مرتفعة قليلة في جمع متحلق من الناس بعد صلاة المغرب ثم بعد صلاة العشاء، ومحدث آخر على (تكية) أخرى في جمع آخر بجانب من سرحة المسجد، كانوا يعتمرون قبعات سوداء مستطيلة ومتعرجة التبطين ويلبسون سراويل فضفاضة ويرتدون قمصاناً رمادية أو سوداء طويلة إلى منتصف الفخذ بأزرة متعددة، فيبدون في أناقة مفرطة ومظهر يدعو إلى الاحترام والتبجيل، ويدور في حلقهم مريدون وأتباع تبدو على محياهم سمات الخشوع والتقوى، وكأنهم وهم يؤمنون ويرددون الأدعية متلقين تابعين ومعجبين، حتى ليبدو كثيرون منهم كالمقادين في حضرة كبرائهم، مطيعين خاضعين مبجلين لأولئك الكبراء.
وكانت أحاديث التبليغيين لا تكاد تخرج عن طلب المغفرة والسعي إلى التقرب إلى الله جل وعلا بالعمل الصالح، فكانوا كثيري التعبد والصلاة والتهجد وربما طغى على بعض حلقهم شيء من تواشيح التصوف وتبتلهم وأذكارهم.
فرق كبير بين هؤلاء التبليغيين النساك العباد ومفهوماتهم النقية الواضحة الواعظة الدامعة وما يفيض به فكر (الجماعة) من تنظير وتأطير لقضايا محتدمة ملتبسة، هي مكمن الصراع بين حكومات العالم العربي وهذه الجماعة، وبخاصة في مصر، فدخل (الفتى) بكل جوارحه وما حملته ذاكرته من أحداث الممانعة التقليدية للتغيير، وما وقر في صدره من عظات جماعة التبليغ إلى عمق هذا الفكر الإخواني، فانكب عليه قارئاً نهماً، ووعى تطوراته، وما واجهه دعاته ومؤسسوه من عذابات وسجون فتتبع قصة الإمام الشهيد (حسن البنا) وسعى إلى أن تصل إليه مجلة (الاعتصام) وهي المجلة الرئيسة لجماعة الإخوان المسلمين، وكانت تصدر آنذاك سنة ثم تحتجب أخرى، بل سعى إلى تسويقها في ما المكتبة التي كان يشرف عليها ويتولى أمرها، وصلت مجلة (الاعتصام) ومعها (المجتمع) الكويتية إلى كثيرين من شبان القرية، ولا يمكن أن ينسى شعار (الاعتصام) المصحف بين سيقين، وهو شعار جماعة الإخوان المسلمين الرسمي، وكانت المجلة في حجم مجلة (المصور) المصرية أو آخر ساعة، ثم تحولت في سنواتها الأخيرة قبل إيقافها إلى الحجم الصغير مثل مجلة روز اليوسف أو صباح الخير.
لقد بدأ يحفظ (معالم في الطريق) عن ظهر قلب، ويخطط تحت جمل مهمة منه، ويضع في الحاشية عبارات تلخص أبرز الأفكار، وذهب إلى تتبع حياة سيد، فقرأ (طفل من القرية) و(الأطياف الأربعة) و(أمريكا التي رأيت) ثم قرأ له كتباً أخرى كثيرة، وتفاصيل عن سجنه، وكتابه (لماذا أعدموني) ومحاكاته، وعذابات السجن الحربي، وحمزة البسيوني، ومهازل المحاكمات العسكرية، والإعدامات الجماعية، والأعمال الشاقة في السجن، وما كتبه آخرون عن تلك المآسي، مثل كتب مصطفى أمين من سنة أولى سجن إلى السنة التاسعة!
بدا واضحاً أن (الفتى) يسير في ركاب الجماعة مستسلماً مندفعاً متأثراً بأفكارها المثالية، وكأنه يعيش معها في مجتمع آخر منفصل انفصالاً كلياً عن مجتمعه الأسري الصغير ومجتمعه الوطني الكبير، بل تأكد لديه أن كثيرين ممن حوله يعيشون دون هدف ولا غاية نبيلة سامية تخدم الأمة وترقى بها، وهو وجماعته هم نواة الأمة القادمة التي بدأت تتشكل من جيله والجيل القادم والذي سيمثل المسلم في حياته الخاصة والعامة كما يريده الله، وكما يصوغه الإسلام. كانت المفهومات المثالية كتلك براقة وجميلة وعذبة ولكنها لا تخلو من ضبابية وعدم وضوح في التفاصيل فكيف يمكن أن ينهض هذا الجيل الناشئ بمسؤولياته الأممية؟ وكيف له أن يعيد صياغة المجتمع؟ وكيف له أن يقلبه من مجتمع (جاهلي) لا غاية سامية له إلى مجتمع (إسلامي) يحمل رسالة إلهية نبيلة وسامية؟!
على الرغم من قلق هذه المصطلحات وضبابيتها وتجاهل الدخول في تفاصيلها الدقيقة، والضرب صفحاً عن آلية تنفيذ ما يمكن تنفيذه من أجندتها الفكرية، إلا أنها وبلا شك تبدو ذات جاذبية مثالية عنيفة وقوية لشبان لا تتجاوز أعمارهم السادسة عشرة أو السابعة عشرة، فيذهبون في أحلام (طوباوية) بعيدة وسارحة، ويتذلل أمام تلك الأحلام ما هو شاق صعب المنال، وتتمظهر أمام ناظريهم أمة إسلامية من أقصى المغرب إلى أقصى المشرق لا منازع لها ولا مكافئ، بل قد يذهب الخيال بعيداً فتتهاوى حضارات هذا العصر واحدة بعد الأخرى بكل كبريائها المادي، وطغيانها العسكري، واستفحال أشرها الأخلاقي أمام الأحلام الشبابية الوليدة المومضة بالحياة والأخلاق والمثالية!
لم يعد يجد مقاومة أمام خُلب هذه الأفكار، فغدا مطواعاً لينا منقاداً، وهو بين وفد قادم وآخر مغادر، وقائد أو ما يشبه القائد المقام الرفيع جديد، ووجوه جديدة، وخيمة تضرب في الخلاء، وحميمية وشعور مغتبط بالأخوة في طريق طويل تحفه عبارات رفيعة هي بمثابة أحكام جاهزة على الواقع، أو شريط كاسيت لمحدث بارع موهوب هو الشيخ عبدالحميد كشك.
وبلغ من اندفاعه في هذا الطريق إلى أن يطلب الإذن من أبيه لرحلة بعيدة يجربها لأول مرة خارج محيط قريته أو الرياض إلى الحرمين الشريفين في رحلة عمرة بصحبة الجامعة فماذا أحدث بعد ذلك؟!
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام - كلية اللغة العربية
ksa-7007@hotmail.com