كنت قد دخلت مع شركة الكهرباء في جدال طويل وعنيف قابله رئيسها التنفيذي ومديرو العموم بتقبل ورحابة صدر أشكرهم عليه، حيث لم أكتب مقالا إلا وأجد التجاوب الراقي لكل ما يطرح مع الأخذ بالرأي والاقتراحات المناسبة، لإدراك القائمين على هذه الشركة العملاقة أن ما يكتب هو من باب المناقشة للوصول ببلدنا إلى ما نصبو له من تطور ونماء.
ولقد انتبهت الشركة مؤخرا لأهمية دور الإعلام في الترشيد، وهو وإن جاء متأخرا إلا أنه يحمد لها اهتمامها بهذا الجانب الحيوي، آملين الاستمرار في ذلك؛ إيقاظا للنائمين وتذكيرا للغافلين من أبناء هذا الوطن الحبيب الذين لا يحتملون دقيقة حرارة أو ثانية سخونة رغم ضرورة تعرض أجسادهم للحرارة لقتل السموم فيها.
وحين تلجأ الشركة للكتاب والصحفيين للمساهمة معها في نشر الوعي فهي خطوة محمودة واعتراف بأهمية نشر ثقافة استهلاك الكهرباء، باعتبار أنه طاقة مستهلكة لا بد من الترشيد فيها لتدوم، ولكي تتمكن الشركة من تقديم خدمات كهربائية بكفاءة عالية يستفيد منها الجميع.
وإن كانت الشركة قد تعرضت لهزات اقتصادية بدأت منذ تأسيسها عام 2000م، حينما خفضت التعريفة بحوالي 30% دون إقرار آلية لتعويض الشركة؛ ما أدى إلى انخفاض إيراداتها بحوالي 4 مليارات ريال سنوياً، وترتب عليه إرجاء تنفيذ بعض مشروعات تعزيز محطات التوليد المقررة بالخطة. وكذلك تأجيل تنفيذ مشروعات ربط شبكات النقل الأساسية بين المناطق، فأصبحت الشركة غير قادرة على استبدال كامل وحدات التوليد والشبكات القديمة المستهلكة. وبناء على ذلك لم تتمكن من بناء احتياطي في قدرات التوليد؛ ما ترك الأنظمة الكهربائية في المملكة معرضة للنقص في حالة خروج وحدات توليد رئيسة خلال ساعات الذروة الصيفية. حيث من المتعارف عليه في مجال صناعة الكهرباء ضرورة توافر احتياطي في التوليد يتراوح ما بين 15% -20%، والشركة تعمل حالياً دون وجود احتياطي في قدرات التوليد في ساعات الذروة. وفي ظل هذا الوضع ركزت إمكاناتها خلال السنوات الثماني الماضية لإيصال الخدمة لما يربو على مليوني مشترك جديد، وحوالي 4500 قرية وهجرة محرومة منها. كما تم الاهتمام بتعزيز الأنظمة ومحطات التوليد المتهالكة في المناطق الشمالية والجنوبية من المملكة. وفي عام 2006م بدأت زيادة النمو الاقتصادي وارتفعت معدلات الطلب على الكهرباء 7 - 8% مقارنة بـ 4 - 5% في السنوات السابقة.
وسعت الشركة لمشاركة القطاع الخاص وتشجيعه على إقامة محطات توليد والتوسع فيها؛ لمقابلة الزيادة السنوية حسب إمكاناتها وتم تمويلها من الموارد الذاتية والقروض البنكية، ووصلت المبالغ التي أنفقت حتى نهاية عام 2008م إلى 70 مليار ريال!!
كان الله في عونك أيتها الشركة العملاقة، ونرجو أن تتجاوزي الأزمة بسلام، وتتمكني من العمل بكل إمكاناتك وطاقاتك على استمرار الخدمة الكهربائية لجميع المشتركين بكفاءة عالية دون حدوث انقطاعات، كما نأمل من المشتركين مراعاة أوضاعها الحالية حتى يمكننا بعدها أن نطلب منها مراعاة مستهلكيها بالدقة في الفواتير ورحمتهم من حرارتها.
rogaia143 @hotmail.Com
ص.ب 260564 الرياض11342