الدمام - خالد المرشود - رمزي الموسى:
وصف نقاد مقهى أدبي الشرقية قصائد الشاعر مؤيد أحمد قصائد بالمغلقة والمحاطة بالغموض واصفين أجواء القصائد بالجنائزية والمنغلقة على الأنا والذاتية فيما استولت قضية الغموض والكلمات المستوحَشة على النقاش الدائر في مقهى أدبي الشرقية الأسبوع الماضي.. من جهته أقر الشاعر مؤيد أحمد بأن بعض من يقرؤون شعره يرونه شعراً غير مفهوم ويستوحشون من بعض تركيبات جمله، مؤكداً أن الأمر يسبب له بعض القلق دون أن يصل به إلى حالة الهوس فهو لا يستحضر شخص القارئ أثناء الكتابة بل يهتم بالحالة والفكرة.
وقرأ الشاعر مؤيد أحمد نصوص (الناحية، غياب ضوء في الناحية، رذاذ سهو، بينك المتن، احتقان، جنائز) وهي في معظمها قصائد نثر باستثناء قصيدة التفعيلة (رذاذ سهو).
وامتدح الشاعر حسين آل دهيم قدرة الشاعر على استخراج الصور الشعرية الجميلة مستشهداً بعدد من المقاطع من قصائد الشاعر. وأثنى على استخدام الشاعر لما أسماه (التشويق السردي (في القصيدة الذي يعتمد تأجيل الفكرة إلى مقاطع متأخرة من النصّ، معتبراً أن قصيدة النثر تمتلك مساحة واسعة ومن الممكن أن تحوي نثراً وسرداً وحواراً.
وقال: إنّ تجربة الشاعر تتصاعد من خلال النصوص من الأقدم إلى الأحدث.
وأضاف أن الشاعر يكثر من استخدام المضاف والمضاف إليه لخلق الصور الأمر الذي رآه يتسبب في ضعف النص.
وقال: إن هذا الأسلوب كان مستخدماً بكثرة لدى شعراء الثمانينيات خصوصاً حين تكون هناك مفارقة بين المضاف والمضاف إليه إلا أنه انتقد تركيب المفردات ومزجها بطريقة قد تكون عشوائية كالتبديل بين المضاف والمضاف إليه لمجرد مغايرة السائد والتقريري دون أن يؤدي ذلك إلى الخروج بمعنى شعري مميز.
وانتقد آل دهيم وجود ما أسماه تنافراً بين بعض المفردات المتجاورة مؤكداً أهمية الموسيقى الداخلية في قصيدة النثر وموضحاً أن غيابها يتسبب بفقدان انجذاب القارئ لقصيدة النثر التي قال: إنها قصيدة مقروءة وليست مسموعة.
وأضاف أن الشعرية لا تكمن في المفردات وإن استهوتنا بغرابتها ومعجميتها بل تكمن في تركيب المفردات.
ونبّه آل دهيم إلى أنّ استخدام الشاعر للشعر الشعبي بدا مقحماً ولم يوظف ضمن سياق القصيدة بل جاء في مقطع مستقل وحده.
وقال الشاعر إبراهيم الشمر: إنّه قرأ للشاعر في فترة سابقة ويرى أن هناك مشكلة قديمة لا يزال الشاعر يعاني منها وهي استخدام كلمات معجمية تتسبب في ثقل الجملة الشعرية، وأضاف أنّ الشاعر مسكون ببعد فلسفي يؤثر سلباً على استخدامه لمفردات الجملة الشعرية، مؤكداً على أهمية البعد الفلسفي في الشعر ولكن بشرط حضوره بشكل فني لا بشكل منطقي وعقلاني، وعلق مؤيد أحمد قائلاً: إنّ قصائده ذات موضوعات وجدانية بحتة وهي بعيدة كل البعد عن الفلسفة.
وتابع الشمر قائلاً: إن الشاعر مسكون بالحس الجنائزي وكان من الممكن للشاعر أن يمنح هذا الحس بعداً شاعرياً أوسع بحيث يتحرر من حالة الأنا وتحيل إلى الآخر حين تكتسب بعداً إنسانياً الأمر الذي اعتبره مؤيد أحمد مناقضاً لاهتمام قصيدة النثر باليومي والعابر والذاتي، ما دعا الشمر إلى القول: إن الفردانية جزء أصيل من قصيدة النثر ولكنها لا تتنافى مع التواصل مع الإنساني، مؤكداً على أنّ معيار نجاح الحالة الفردية هو في وصولها إلى الإنسانية عبر الآخر.
وداخل القاص زكريا العباد قائلاً: إن الأجواء الموحشة والمفردات النافرة قد تكون مناسبة للشعور الجنائزي وحالة الحب المحبَط والميت الذي تحتفي به القصائد خصوصاً وأن النصوص عبرت لأكثر من مرة عن ذات لا ترى إمكانية لوجودها إلا من خلال الحبيب، مضيفاً بأنها حالة مغايرة من الحب قد لا يتأتى للجميع تلقيها بسهولة، وهي الفكرة التي رفضها الشمر قائلاً: إن الاستيحاش والنفور من المفردات لا يعود إلى هذا السبب لأنه يحدث لأفراد قد تعوّدوا على تلقي الأدب ودرّبوا ذائقتهم على الشعور بأنواع الحالات النفسية المتباينة.
وعلق الشاعر فاضل الجابر قائلاً: إنه يفضل شعر التفعيلة والعامي والعمودي الذي يكتبه الشاعر ويتفاعل معها أكثر من استمتاعه بقصيدة النثر.
وعلى عكس القاص عبد الله الوصالي أبدى القاص فهد المصبح إعجابه بإلقاء الشاعر لقصائده إلا أنه قال: إن الصورة لدى كل الشعراء واحدة ولكن كل واحد يعيد نسجها بطريقته الخاصة.
وقال المسرحي إبراهيم السماعيل: إن السياق العام في القصائد يحتاج إلى حراك بحيث يربط بين المفردتين المتناقضتين بما يؤدي إلى الدهشة.