لوس انجليس :
غنى كل من ستيفي وندر وماريا كاري وآشر أغان مؤثرة في وداع مايكل جاكسون (ملك البوب) الذي وصف بأنه (أعظم فنان على وجه البسيطة) كما قالت ابنته (11 عاماً) وهي تغالب دموعها إنه (أفضل أب يمكن أن تتخيلوه). شارك نحو 18 ألفاً من عشاق جاكسون وأقاربه وأصدقائه في حفل عام لتأبينه أقيم في مجمع رياضي بلوس انجليس وهو نفس المكان الذي تدرب فيه نجم البوب الراحل في اليوم السابق على وفاته استعداداً لتقديم سلسلة من الحفلات الغنائية كان سيعود بها الى الأضواء بعد غياب طال بسبب مشاكل قضائية وصحية.
وحمل إخوة جاكسون الأربعة وقد ارتدى كل منهم قفازاً أبيض في يد واحدة تقليداً لمظهر جاكسون المميز النعش الذهبي للمغني الراحل إلى مجمع ستيبلز سنتر. وغنت كاري أغنية جاكسون الشهيرة عام 1970 (سأكون موجوداً). وتهدج صوت آشر عندما غنى أغنية (رحيل قبل الأوان) وظهر أبناء جاكسون الثلاثة الذين نادراً ما يظهرون أمام وسائل الإعلام دون إخفاء وجوههم وهو ما كان جاكسون يحرص عليه لحمايتهم من وسائل الإعلام. لكن صور جاكسون نفسه هي التي هيمنت على حفل التأبين بعرض مقتطفات من حفلاته السابقة وأفلام فيديو له وهو يغني ويرقص مبتكراً خطوته التقليدية التي سميت (السير على القمر) وقد أحاط به عشاقه.
وقال بيري جوردي مؤسس شركة موتاون ريكوردز للتسجيلات الفنية الذي وقع مع فريق (جاكسون 5) أول عقد لألبوم غنائي عام 1968 (كلما أمعنت التفكير في مايكل وتحدثت عن مايكل كلما اعتقدت أن لقب ملك البوب ليس كافياً... أعتقد أنه ببساطة أعظم فنان على وجه البسيطة). وركز حفل التأبين الذي دام ساعتين على الإنجازات الموسيقية التي حققها جاكسون والتي شابها في العشر السنوات الأخيرة الجانب المظلم من حياته بما في ذلك محاكمته المهينة عام 2005 ثم تبرئته من اتهامات بالتحرش الجنسي بطفل. وصدمت وفاة جاكسون المفاجئة بسكتة قلبية في لوس انجليس يوم 25 يونيو حزيران عن 50 عاماً عشاقه في أنحاء العالم.
وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما خلال زيارته لروسيا إن جاكسون كان (واحداً من أعظم الفنانين في جيلنا.. ربما في كل الأجيال) وأضاف (أعتقد أنه أصبح جزءاً أساسياً من ثقافتنا مثل الفيس (بريسلي) .. مثل (فرانك) سيناترا.. مثل (فريق) البيتلز. وركز الحفل على مشوار جاكسون الفني طوال 45 عاماً والذي حصل خلاله على 13 جائزة جرامي وعلى أعماله الخيرية للأطفال ودوره في فتح الباب أمام فنانين أمريكيين من أصول إفريقية في عالم البوب.
وأذاعت شبكات التلفزيون الأمريكية الوطنية حفل تأبين جاكسون على الهواء وقالت شركة أكاماي للإنترنت التي تتعامل مع 20 في المئة من حركة التصفح على الشبكة الدولية إنه كان الحدث الأكثر مشاهدة على الإنترنت منذ مراسم أداء أوباما اليمين في يناير كانون الثاني. كان جاكسون على وشك أن يستأنف حفلاته الموسيقية بعد انهيار حياته الفنية في التسعينات. ولم يتضح بعد السبب المحدد لوفاته في انتظار نتيجة اختبارات لمعرفة نسبة السموم في الدم وسط تقارير عن سوء استخدام أدوية بما في ذلك عقار ديبريفان. وانتقد آل شاربتون زعيم الحقوق المدنية بشدة تغطية وسائل الإعلام للجوانب الغريبة من حياة جاكسون وكان بذلك يوجه رسالة لأبنائه الثلاثة. وقال (لم تكن أشياء غريبة متعلقة بوالدكم.. بل الغريب هو ما كان والدكم مضطراً للتعامل معه). وانضم أبناؤه وهم برينس مايكل (12 عاماً) وباريس (11 عاماً) وبرينس مايكل الثاني (7 سنوات) إلى باقي أفراد عائلة جاكسون على المسرح في غناء جماعي لأغنيتين من أشهر ما غنى جاكسون وهما (نحن العالم) و(إشفوا العالم). وتحدثت باريس التي غالبتها الدموع في الحفل قائلة (أريد فقط أن أقول إنني منذ ولدت كان أبي أفضل أب يمكن أن تتخيلوه وأردت فقط أن أقول إني أحبه كثيراً). ونظمت أسرة جاكسون وأقرب أصدقائه مراسم خاصة في مدفن بلوس انجليس قبل حفل التأبين وتردد فيما بعد أنهم تجمعوا في فندق بيفرلي ويلشير. لكن مصير جثمان المغني ما زال مجهولاً مع تردد تكهنات بأنه من المحتمل أن يكون جسده ما زال في ضيعته المفضلة (نيفرلاند) في وسط كاليفورنيا. وقدرت الشرطة أن أكثر من 250 ألفاً سيتجمعون في ساحة المجمع لكن العدد كان أقل مما كان متوقعاً. ومن المتوقع أن تكلف خدمات الشرطة والأمن والمرافقين والإجراءات الصحية لحفل التأبين مجلس بلدية لوس انجليس الذي يعاني من نقص في السيولة المالية نحو أربعة ملايين دولار وأطلق مجلس البلدية أمس موقعاً على الإنترنت لمطالبة عشاق المغني الراحل بالتبرع للمساهمة في التكاليف.