لم يأت التميز والتفوق القادم من المستشفى التخصصي هذه المرة علمياً أو طبياً، بل أشرعت بوابة بيضاء على مستوى التحضر والقيم الإنسانية المتعلقة بعمل المرأة، عندما شكلت إدارة المستشفى لجنة هي الأولى من نوعها على مستوى المملكة تحت مسمى (لجنة دعم الموظفات السعوديات) حيث تسعى اللجنة -كما جاء في فحوى الخبر المنشور في الصحف-, إلى تعزيز دور الموظفة سواء كانت طبيبة أو أخصائية أو باحثة أو فنية أو إدارية، من خلال استقبال المقترحات ذات العلاقة بتطوير مناخ العمل وبالتصورات والآراء والأفكار التي من شأنها تكريس دور ومشاركة الموظفة.بالتأكيد تبلور هذه اللجنة بطموحاتها الوارفة وأهدافها وجدول أعمالها، هو أحد ثمرات تواجد المرأة بسوق العمل لسنوات طوال كانت فيها طوال الوقت تمهد درباً موحشاً وغير مطروق، لكنها استطاعت أن تثبت وتتماسك ومضت تحمل قيم وطموحات علمية واقتصادية في سوق عمل يعج بالتحديات والتخصصات النادرة.

المرأة التي تشق دربها كل صباح وتؤوب مساء كانت تشجر فضاء اجتماعياً متصحراً لا يحمل الكثير من الود للمرأة، جميع هذا داخل ثقافة ذكورية إقصائية جعلت من الأنوثة وصمة أو انتقاصاً., ومن هنا تغدو التحديات التي تتعرض لها المرأة في نطاق العمل مركبة، يأتي على رأسها دفع تهمة جاهزة تختبئ بين تلافيف الخطاب الثقافي السائد والمروجة لمقولة القصور الفطري والطبيعي في عقلية المرأة وقدراتها على تجويد العمل الوظيفي والتفوق فيه مقارنة بالرجل.

فيقفز الرجل عندها نحو المناصب العليا والأدوار القيادية وتبقى المرأة تراوح في الحجرات الخلفية حيث غرف النساء ومدخل النساء ومكاتب السكرتاريا التنفيذية على الرغم أنه في كثير من الأحيان تكون قدراتها الإدارية تفوق رئيسها..... لكن يرتفع أمام طموحاتها جدار (النوع) بتجهم وصرامة.

أيضا من ناحية أخرى سمعنا وقرأنا حول قانون التحرش الذي يناقش في مجلس الشورى، والذي يحتوي عدد من العقوبات الرادعة التي تصل إلى الحبس لثلاث سنوات أو عقوبة مالية بـ100ألف ريال ضماناً لخلق مناخ عمل و مكان مدني عام نقي وإيجابي أمام تواجد المرأة فيه، ولكن لا أدري أين آل المآل بذلك القانون داخل أروقة ودهاليز مجلس الشورى.

اللجنة التي كونها المستشفى التخصصي عبر نساء من الوطن عمل مؤسساتي رائع ومنظم، لعله لاحقا يكون بذرة لجمعية أو نقابة نسوية تحمي حقوق المرأة في نطاق العمل وتكفل لها بيئة عادلة ومنصفة. فباقة بنفسج نزرعها بين يدي كل من د. وسام كردي, وجنان الديحان, ومنيرة البقمي وليلى الأشقر، وهيلين ريديكوك في الرياض، ود.نبيلة الباز، وغادة الصراف، وفيونا هينيس، نسرين أبو صبا، كاترينا كنيدي ونزهة مارسيل من جدة.