العنوان ليس لغزاً ولا خطأ في الصياغة ولكنها الحقيقة لعالم الفن التشكيلي في محيطنا العربي عامة والمحلي بشكل خاص إذ لا نجد فناناً إلا وعليه ديون أو أن مرسمه قد غص بأعماله الفنية التي لم تجد لها مقتن أو مسوِّق يقنع بها أولئك الجمهور (أن وجد جمهوراً لهذا الفن بين ظهرانينا) إلا ممن يميلون للتزيين واقتناء الأعمال التسجيلية المنقولة من صور أو من الطبيعة بسذاجة وسوء كيل التي انتشرت من قبل العمالة الوافدة من الرسامين الهنود ومن هم على شاكلتهم من رسامي اللوحات الدعائية لأفلام السينما قبل أن تحل محلها التقنيات الحديثة أو ممن يرسمون حسب الطلب والمقاس وما يناسب الديكور وألوان الستائر وقطع الإكسسوارات، أما غير ذلك فهو في خانة المجهول وغير المرغوب فيه لعدم فهم المقتني للأبعاد الفكرية والثقافية لتلك الأعمال لعدم مجاراته للحداثة والمعاصرة تبعاً لكل جديد طرأ على العالم المادي والمحسوس.
لهذا يصبح الفنان المعاصر المتعامل مع الحداثة رابحاً رغم خسارته المادية وذلك بتمسكه بقناعاته بفنه وإبداعه المنطلق من وعي بمعنى الفن واللوحة أو المنحوتة بما تتضمنه من فكرة لا يقدرها أو يقرأ معانيها إلا من يمتلك لغة بصرية يتجاوز به الشكل إلى أعماق المعنى وذلك لعلم هذا الفنان يسبق الرابحون مادياً بمسافات كبيرة نحو استشراف المستقبل الإبداعي عوداً إلى ما منحه الله للإنسان من قدرة على تقبل الجديد والتعامل معه بما اكتسبه من ثقافة ووعي وإدراك يتوازى مع ما يحيط به من مظاهر حضارية حديثة تتطلب التحرك والتفاعل والانسجام والتمازج.
MONIF@HOT MAIL.COM